الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

الفتى النمر المشهد 8 : إخوة


السلام عليكم

تأخر الفصل كثيرا لكن لم يسألني أحد "لماذا لم تنشره"؟

هل علم الجميع أنّي كنت مشغولا؟ أم لا أحد يبالي بالأمر؟


------------------
الأوّل من إبريل حين يلتقي الفتى المهووس بالألعاب والفتى الغامض الذي يجوب المدينة بحثاً عن "شخص" ما.
يكون هذا الزناد للكثير من المشاعر, المغامرة, المرح والإنتقام.

حين تكون "طرابلس" هي الساحة, ستبدأ القصّة !!

------------------
3 , 4 , 5 , 6 , 7 , 8 , 9 , 10 , 11 , 12
------------------

*) الفتى النمر - المشهد الثامن : إخوة


في مكان ضيّق كان فتى في الخامسة عشرة من عمره يطرق بأقصى قوّته.
ذلك الفتى كان يرتدي سترة صفراء بخطوط سوداء وبنطالاً أسود بخطوط صفراء, لذا كان اللّون الأصفر, لا , بل حيوان "النمر", هو الإنطباع الّذي يتركه لمن يراه.

لكن هذا ما سيخطر ببال من يراه في غير وضعه الحالي, فهو الآن يعطي إنطباعاً مختلفاً, مثل طفل صغير تركه والداه في وحيداً الظلام.

كان هذا الفتى المُسمّى عُمر يخاف الأماكن المغلقة.
وهو عالق في هذا المكان.

الآن لا يشعر بتعابير وجهه على الإطلاق, كلّ ما يريده هو التخلّص من الألم الّذي في قلبه. ربّما لم يكن الخوف هو ما يجعله يتألّم, ربّما يكون السبب "شيئ" ما حصل له في الماضي الّذي مُسح من ذاكرته.
لكنّه في كلّ الأحوال يطرق الباب بكلّ قوّة لعلّه ينجو من ألم قلبه الّذي لا يكاد يُحتمل.

(لـ- ليتني لـ- لم أد خل لـ هذا الحمـّ ـام الـ%$#!&$ !!)
منذ ثلاثة أيّام لم يدخل عُمر للحمّام قط و.. وقام بـ قضاء حاجته(؟) في العراء (مرّة واحدة), ربّما لم يحتج لأكثر منها بسبب عدم تناوله للطعام في ذلك الوقت.
لكنّه قبل قليل شعر بالرّاحة فتذكّر جسمه "نداء الطبيعة" فأضطرّ لدخول الحمّام.

(لماذا لا ينفتح الباب !! فعلت ما فعلته بالباب الآخر كما قال فتى النظّارة تماماً)
*دقدقدقدقدقدقدقدقدقدقدقدقدقدقدق*
طرق بكلّ قوّته لعلّ الباب ينفتح ولكن بلا جدوى.

لم يكن الفتى يعلم لكنّ أبواب هذا المنزل قاسية جدّا وقد تحتاج جرّاراً لفصلها عن مكانها, ولا يمكن إحداث ثقب بها إلّا بآلة حفر قويّة.

(فقط, لماذا ؟!)
"لماااااااذااااااااااااا !!"

"يـ - يا أخي ؟ هل - أنت بخير ؟"
(فتى النظّارة ؟)

بدا صوته ضعيفا بالرغم من أنّه بدا وكأنّه يصرخ, ربّما كان الجدار ثخينا لهذا الحدّ.
بلع عُمر كلّ ريقه.
(أخيراً, لـ لست وحيدا هـ هنا)

كان يتعرّق كثيرا لكنّ وجهه لم يعد وجه "الطفل الخائف" الّذي كان عليه قبل لحظات.

"هل تواجه مشكلة في الداخل؟"
صوت الفتى الآخر جعل كلّ قلقه يختفي, بعد لحظة أو إثنين إختفى كلّ ما شعر به من ألم في قلبه وقال بصوت قوي غير مرتجف, كما كان يتكلّم قبل عدّة دقائق
"فعلت كلّ شيئ لكنّ الباب لا يفتح !! ألا تُفتح كلّ أبوابكم بنفس الطريقة ؟! هل الباب معطّل ؟"

"أوه, عرفت" قال الفتى من وراء الباب.

"؟" (لماذا يتكلّم بهذا البرود, ألا يدرك أنّي عالق هنا؟)

"هل إستخدمت دافق المرحاض؟"

"ما الـ ؟ إقطع لسانك !! أنا مُحتجز هنا !!"

"هل إستخدمته ؟"

"ما هـ -"

لكنّ الفتى الآخر لم يعطه وقتا لإكمال السؤال وقال
"دافق المرحاض, الصمّام, السيفون !! سمّه ما تشاء !! هل إستخدمته ؟"

"إه؟" (هل يمزح ؟)

ربّما أدرك الفتى الآخر أنّ ما يقوله غير منطقي فأضاف
"يا أخي, إن تمّ استخدام المرحاض فلن يفتح باب الحمّام إلا بعد ضغط زر دافق المرحاض"

"...."
(ما هذا الّذي يقوله؟)

"مـ ماذا؟"

....

....

بعد فترة من خروج الفتى الّذي يرتدي سُترة صفراء من الحمّام.
كان جالسا في غرفة فتى النظّارة, الغرفة الّتي كان فيها قبل قليل, لكن هذه المرّة كان التلفاز مغلقاً.

"كان ذلك تعيسا, يا أخي" قال فتى النظارة مواسيا له.

"...."

"ظننت أنّ الباب تعطّل وهذا شيئ لم يحصل من قبل, لا أدري كيف كنت سأساعدك لو كان تلك هي المشكلة"

عمر الّذي بدأ وجهه يحمرّ من الغضب أو الخجل لم يردّ, وفكّر بهذا الإحتمال.

يوسف إستمرّ بكلامه "يا أخي, لاشيئ أتعس من أن لاتعرف كيف تفتح الباب, حتى أنّه قال Genexis من لعبة Grobal TRON أنّ الجهل مصيبة "

عمر لم يعرف اللعبة الّتي يتحدّث عنها الفتى الآخر لكنّه فهم أنّ ذلك الإقتباس -
"هل تلمّح إلى أنّني جاهل !!؟"

"إ ... لـ لا"

"إقطع لسانك إذاً"
وهو يقول ذلك, نهض عمر وهمّ بالخروج من الغرفة.

 لكنّ يوسف قال له
"إلى أين؟"

ردّ عمر لكنّه بدا مخاطباً لنفسه أكثر من مخاطبته ليوسف
"كنت أبحث عن شيئ قبل أن أجد نفسي هنا, لا أذكر عن ماذا كنت أبحث لكنّي سأذكر في الطريق"

"الوقت متأخّر, الأفضل أن تبقى الليلية, يا أخي, ليس لديك مكان تعود إليه في هذه المدينة صحيح؟"

"لهذا السبب يجب أن أجده بسرعة"

"لهذا السبب يجب أن ترتاح, ألا ترى السواد تحت عينيك؟"

"لا أراه"

"يا أخي, أنظر لنفسك في المرآة"

(يا أخي يا أخي يا أخي, ألا يملّ من هذه الكلمة مطلقاً, كلّما سمعتها منه أشعر بضيق في صدري)
"إقطع لسانك !!"

"لن أقطعه, ثمّ حسب ما فهمته منك لن تستطيع العيش في الخارج, إبق هنا الليلة يا أخي فربّما تذكر ما تريد البحث عنه"

(قالها مجدّدا)
"حسناً"




هنا إبتسم يوسف إبتسامة كبيرة قائلاً
"جيّد"

(كيف يمكنه أن يُظهر إبتسامة بهذا الحجم)

 إختلس عمر نظرة إلى بقايا الطعام بالأسفل وقال 
"على شرط أن تعطيني المزيد من ذلك الشيئ الأصفر"

"..."

نظر يوسف إلى تلك البقايا حائرا 
"الموز المعلّب؟"

...

بعد منتصف الليل بقليل, كان يوسف نائما على فراش على الأرض قرب السرير بعد مشاهدته لإعادة عرض برنامجه وإجبار عمر على مشاهدته معه.
كان عمر هو النائم على السرير.

قبل أن ينام تذكّر ما قاله له يوسف أنّه واجه مجموعة من الرديف ثمّ هاجمه, بعد ذلك تذكّر عمر قول يوسف المتكرّر لكلمة "أخي".
(لماذا, إنّه يعلم أنّي لست أخاه, هل كان سيقول هذه الكلمة لأيّ شخص؟ لكن لماذا يفعل ذلك؟)

أراد عمر أن يرفض تلك الحقيقة, أنّ ما فعلاه معاً في ساعاتهم القليلة هو تماما ما يفعله الإخوة.
(ولماذا أشعر بهذا الضيق؟)

بعد دقائق كان عمر نائماً.

ويمكن سماع صوت أنينه في الغرفة.
ومرّة همس في نومه.

"إ    خـ     ـو    تـ    ـي".


=> الإنتقال للمشهد التالي

------------------



كما رأيتم إنّه فصل كوميدي ونهاية تجعل الشخص يفكّر بالقادم!!
هل أعجبكم؟ جيّد.
 لا؟ إن شاء الله أرجو أن يعجبكم المشهد التالي


0 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates