السبت، 4 يناير 2020

قاعدة 180 درجة وعلاقتها برسم المانغا



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إحدى قواعد التصوير بشكل عام تسمّى قاعدة الـ180 درجة، وتركّز على موقع الكاميرا بالنسبة للشخصيات ومركز الحدث. وعدم اتّباع هذه القاعدة يسبّب الارتباك للمشاهد/القارئ ويقطع تدفّق المشهد في ذهنه.
 

ماهي قاعدة الـ180 درجة؟


في المشاهد التي يقف فيها شخصيتان متقابلين فإنه يكون هناك خط مستقيم تخيلي يمر بإتجاه نظرهما يمثل محور الحدث. ويجب على الكاميرا أن تظل في أحد الجهتين من ذلك المحور ولا تنتقل إلى الجهة الأخرى منه كي لا يتغير موقع الشخصيتين من الصورة.


بشكل أوضح تخيل أن الشخصية "أ" والشخصية "ب" يقفان متقابلين لبعضهما. والخط الواصل بينهما يشكّل المحور "س." والكاميرا التي نشاهد منها الحدث تقع تحت المحور كما في الصورة بالأسفل.



من وجهة نظر الكاميرا/المشاهد فإنه "أ" يقع يمين الصورة و "ب" يقع يسارها، وإذا حركنا الكاميرا يميناً ويساراً فإن موقع كل من الشخصيتين لايزال في نفس الإتجاه من الصورة طالما لم نتجاوز الخط الفاصل لمحور "س" ونصل للجهة الأخرى منه.

إذا تجاوزنا الحد الفاصل ووضعنا الكاميرا في الإتجاه الآخر من المحور "س" فإن مكان كل من الشخصيتين في الصورة الناتجة سيتغير ويصير "أ" في يسار الصورة و "ب" يمينها. لو تم تحريك الكاميرا بهذه الطريقة فإن إتجاه نظر الشخصيتين يصير مربك بين اللقطات (أو الإطارات، في حالة القصص المرسومة.)

بتطبيق هذه القاعدة يمكن للكاميرا أن تقترب وتبتعد من الشخصيتين ويمكنها أن تنتقل يميناً ويساراً ولكن لا يمكنها أن تعبر الخط الفاصل وتذهب نحو الجزء الآخر. ولو قرأت المانغا الشهيرة فستجد أنها تتبع القاعدة معظم الوقت ولاتخالفها إلا لسبب يدعم القصة.


لماذا قاعدة "الـ180 درجة" مهمة للمانغا؟

تخيّل أنك تشاهد مباراة كرة قدم وترى اللاعب يجري نحو المرمى التي تقع يسار الصورة. ثمّ تنتقل الكاميرا للجهة الأخرى فترى اللاعب وكأنه يجري في إتجاه الي. ألن تشعر أنه يجري عكس اتّجاه المرمى؟ هذا ما يحصل للقارئ حين يقرأ القصة ويقرر الرسّام مخالفة القاعدة فجأة.

عندما ينسجم القارئ في قراءة القصة المصورة ثم تتغير مواقع الشخصيات بالنسبة لمركز التصوير فإنّ ذلك ولو للحظة سيضلل القارئ ويجبره على اعادة وضع أماكن الشخصيات في ذهنه وربما يفقد إنسجامه.

عند مخالفة القاعدة أثناء حوار شخصيتين فسيبدو للقارئ أنّ الشخصيتين ينظران إلى نفس الإتجاه وليس تجاه بعضهما، وهذا غير طبيعي أثناء الحوار.

متى يمكن مخالفة هذه القاعدة؟

عادة يفضّل أن لا تخالفها قدر الإمكان، ولكن قد يمكن الإستفادة من "الارتباك" الذي يحصل للقارئ من الإنتقال الغير طبيعي لمركز التصوير لدعم القصة.

ففي إحدى الحالات يمكن قلب مركز التصوير لتعزيز الشعور بالإرتباك وعدم التوازن، حين تستخدم هذه الطريقة والقصة تسرد شعور الشخصية بعدم التوازن فإنه قد يؤدي إلى شعور القارئ بذلك مع الشخصية.

وفي التصوير السينمائي يمكن الذهاب بالكاميرا نحو الاتجاه الآخر لو تمّ ذلك بالتدريج، ففي هذه الحالة المشاهد يتبع المسار المنطقي لمركز التصوير ولن يشعر بالإرتباك حين يجد موقع الشخصيتين يتغير. تطبيق هذه الطريقة يكون أسهل في التصوير.



المصادر:





______________



معرفة قاعدة الـ180 درجة وتطبيقها جيداً من احدى أساسيات رسم القصص. وأظن أنّ معظمنا يطبّق القاعدة دون شعور، مع أنني أعترف أنني خالفتها دون علم بضع مرّات في قصصي القديمة.


لو أعجبك هذا الموضوع يمكنك أن تقرأ مواضيعي الأخرى من نصائح المانغاكا مثل "نصائح للمؤلفين قبل البحث عن الرسّامين." وموضوعي الذي نشرته في موقع المانجاكا العربي "أهمية تلخيص المانغا لفصول قليلة."

السلام عليكم


~وأترككم في أمان الله ~

0 التعليقات:

الجمعة، 3 يناير 2020

فرشاة الأسنان الوحيدة (قصة قصيرة)



السلام عليكم

هذه قصّة قصيرة كتبتها كمشاركة في منشور "#تخيلوا_أنكم فرشاة أسنان" على الفيس بوك. وأحببتها رغم قصرها، لذا أنشرها هنا لمتابعي مدوّنتي.


*) فرشاة الأسنان الوحيدة :

بينما أنا جالسة أنتظر، سمعت صوت صالح. "سأفعل ذلك الآن يا أمي!" 

دخل صالح إلى الحمّام فأدركت أن موعدنا اليومي قد حان.

حاولت قدر استطاعتي أن أتصّنع الإبتسامة مع إدراكي أن صالح لن ينظر في اتجاهي.

صالح مد يده نحو الحوض الذي جلست عليه مع أخواتي، ثم نحو الكوب الذي يحوينا حتى التقط أختي الصفراء وأخذها إليه.

وبينما يفرش الفتى أسنانه قلت في نفسي:  "إنه اليوم الخامس والأربعون."

لا أذكر متى بدأت في ذلك ولكنني أعدّ الأيّام التي أرى فيها فرح أختي بلقائها اليومي مع صالح.

أعدّ الأيام قبل أن تتحول فيها غبطتي إلى حسد، وحزني إلى اكتئاب.

سمعت صوت المياه يتوقف فنظرت للأعلى فوجدت أن صالح انتهى من تنظيف أسنانه. وعندما عادت أختي السعيدة بحسن عملها إلى مكانها في الكوب سارعت بالمباركة لها.

ثم هممت بأن أعود إلى حبل أفكاري ولكنني سمعت أم صالح تنادي: "محسن هل نظفت أسنانك؟"

فقال صوت من بعيد: "نعم يا أمّاه."

فسقطت منّي دمعة على سطح الكوب الذي أسكنه.

سمعت الكثير عن البشر قبل أن أعيش في هذا البيت.
سمعت عن الخيانة، عن الطمع، عن الحرب.

ولكنني لم أتوقع أن مخلوقاً قادراً على الكذب كما يكذب الإنسان.



[النهاية.]
_________________


أتمنى أن هذه القصة القصيرة أعجبتكم و دعتكم للتفكير.
صحيح أنها من أقصر ما ألفت ولكنّي حاولت تحسين أسلوب سردي وأنا أكتبها، لذا أتمنى رؤية آرائكم حول القصة وأسلوب الكتابة في التعليقات.

~ أمّا الآن فأترككم في أمان الله ~


0 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates