الجمعة، 19 ديسمبر 2014

واحد إلى خمسين


الــــــــــســـــــــــــــــــلام عليـــــــــــــــــــكــــــــم


هذه قصة فكرت بها وكتبتها مباشرة, لأ أدري حتّى إن كانت "مقبولة".
وهي قصة أخرى عن العالم بعد النهاية..



*) واحد إلى خمسين



خلال عقود مرت البشرية بمأسآة كبيرة ....
قام الرجال بحروب قتل فيها بعضهم البعض من أجل السلطة والثروة والخلاف في المعتقدات...

تعرضت البشرية لكوارث بعد الأخرى ...
وحين أدركوا الأمر، كان أوان الإصلاح قد فات...

الحروب أهلكت البشر....
مات أغلب الرجال وأكثر من نصف النساء والأطفال في الحروب...

بعد إعلان السلام العالمي بأيام أدرك الجميع الدمار الذي تسببوا به... لم يدمروا كوكب الأرض فقط بل دمروا جنسهم كله تقريبا.. وفي كل يوم يلاحظ أشخاص أكثر وأكثر شيئا ما لكن أحدا لم يجرؤ على قول شيئ ..

بعد إعلان السلام بشهر أصدر مركز البحوث تقريرا أثبت صحة مخاوف الجميع:

معدل ما بقي على الأرض من الرجال بالنسبة للنساء 1 إلى 50...

لم يعد عدد الرجال والنساء متقاربا على الإطلاق ..
وبعد بضع سنوات أدرك البشر أن الكارثة لم تتوقف عند هذا الحد...


"واااااع واااااع واااااع"

"إنه صبي!! صبي!! ماشاء الله إنه ذكر!! رزقنا الله بصبي أخيرا!!"
قفز عماد ووجه تعلوه السعادة بعد رؤية إبنه لأول مرة...

حين قال "رزقنا الله بصبي أخيرا" لم يكن يقصد عائلته فقد كان الولد أول مولود له، بل كان يقصد كل المدينة...
منذ نهاية الحرب قبل عشر سنوات وكل مولود في المدينة يكون "أنثى".. حتى إن بعض الفتيات لا يعلمن ما معنى العبارة "صبي بمثل عمرك".

عدد الذكور في هذه المدينة أربعون رجلا كلهم فوق العشرين عاما (بإستثناء أربعة أو خمسة أصغر من ذلك) بينما هناك ما يقارب ال 2500 امرأة وفتاة صغيرة...

حاول الأزواج إنجاب أكبر عدد من المواليد لكن في كل مرة ولأسباب مجهولة يكون المولود أنثى.

لم يكن الحال هكذا في هذه المدينة فقط بل في العالم كله، حتى بالرغم من سوء جودة الإتصالات بعد الحرب، الشبكة العالمية الإنترنت لاتزال تعمل.
من خلالها أمكن للبشر القيام بإحصائيات والتأكد من أنه لم يولد أكثر من 10 ذكور خلال السنوات العشر الماضية. خمسة منهم كانوا في العام الأول ...
وإن كانت الإحصائيات صحيحة فإنه لم يولد أي ذكر في العالم كله منذ ثلاث سنوات.

الأطباء والعلماء درسوا كل الإحتمالات لمعرفة السبب، وجربوا كل الحلول لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء والمشكلة تصير أسوأ وأسوأ !!

رجال الدين من مختلف الديانات جربوا طرقهم، ولم يحصل شيء....المؤمنون بالديانات السماوية خصوصا المسلمون أجمعوا أن السبب هو "غضب الله علينا" وأن على البشر العودة لطاعة الله والتوبة إليه...
لكن هذا لم يزد المؤمنين إلا إيماناً والفاسقين فسوقاً، للكافرين كفرا والملحدين إلحادا ...

كانت هذا بلاء عظيما ودرسا مؤلما للبشرية...
في النهاية شعر البشر باليأس والرغبة في الإستسلام وإنتظار الإنقراض الحتمي لجنسهم.

-هذا الدرس المؤلم هو درس البشرية الأخير-

لكن القليلين - وفقط القليلين تمسكوا بالأمل -

لهذا السبب كاد قلب عماد- بل كل شخص في المدينة أن يطير حين تم إكتشاف "جنس" الجنين قبل ثلاثة أشهر!!
والآن تجددت الفرحة بعد أن خرج المولود للحياة الدنيا، كان ذكرا... كان صبيا ... كان الأمل الأخير للبشرية...

مولده جعل البشر يفكرون "إن أنجبنا صبيا الآن فيمكننا إنجاب آخر" أو على الأقل لابأس بالمحاولة.

والآن وهم يسمعونه يبكي لأول مرة في حياته كان صوته مثل أعذب أغنية في الدنيا....

في هذا العالم صارت نسبة الرجال للنساء 1 إلى 50 ولسبب ما فقد البشر القدرة على إنجاب النصف الذكوري من السلالة ... حصل البشر أخيرا على ذرة أمل...

حتى إن لم تكن تكفي لإنقاذ البشرية فقد تكفي لتأخير إنقراضهم بضع سنوات أخرى.



[النهاية]
------------------


    اذا ما رأيكم بهذه القصة؟

نسبة الإناث إلى الذكور في عدد المواليد تزداد تدريجيا هذه الأيام لذا لا أعتقد أنه من المستحيل حصول هذه القصة في عالمنا. ربما تفكيري بهذا الأمر هو ما جعلني أكتب القصة 

4 التعليقات:

الأحد، 14 ديسمبر 2014

أي بطل تريد أن تكون (قصة)


السلام عليكم


...هذه قصّة فكرتها: صار أنواع الأبطال في الرسوم المتحركة/الأنمي مكرّرين..
هل يمكنني أن أضع أكبر قدر ممكن من الأبطال في قصّة واحدة ؟


*) أي نوع من الأبطال تريد أن تكون؟


كوكب الأرض كان يتعرّض لهجوم دائم, وعلى الأبطال حمايته مرّة بعد الأخرى حتّى تكوّن ما تمّ تسميته "جمعيات الأبطال" لحمايته, قادة هذه الجمعيات كانوا قادة مدافعي كوكب الأرض لكن بعد سنوات صار أي شخص يمكنه صنع جمعية أبطال خاصّة به.

لكن سرعان ما تكوّنت "جمعيات الأشرار" لمواجهتهم, قادة هذه الجمعيات كانوا أشراراً حقيقيين في البداية لكن بعد أن إكتشف أصحاب رؤوس الأموال كم هذا مربح صاروا يصنعون جمعيّات خاصّة بهم.


كان شاب ما جالساً على الكرسي أمام طاولة الإستعلامات في مبنى يبدو فاخراً, قالت الشابّة الجالسة على كرسي الإستعلامات وهي تعطيه ورقة تسجيل الزائر.

"حسنا إذا, تريد أن تصير بطلا؟ ما دافعك ؟"

"ممم... العمل كموظف في شركة ما ممل. وأفضّل أن أكون أحد الأشخاص المنقذين بدلا من الضحايا, إنّه عالم قاس كما تعلمين, الناس لا يتذكّرون سوى الأبطال أو الأشرار. لا أحد يذكر الشخصيات الجانبية الّتي لا تظهر في أكثر من حلقة واحدة"

"هممم... ليس جيّداً, ولكن لا بأس.. أي نوع من الأبطال تريد أن تصير؟"

"ولماذا سأقول هذا لمجرّد فتاة إستعلامات قالت للتو أنّ دافعي ليس جيّداً؟ أليس هذا السؤال أحد أسئلة المقابلة؟ أليس عملك إعطائي فقط الورقة الّتي ستدخلني إلى هناك ؟"

"آسفة, مؤخرا يأتينا العديد من طالبي العمل الجدد. طلب منّا الرئيس أن لا نسمح للجميع بدخول قاعة المقابلة. حسب كلامك معي سأقرر إن كنت تصلح أم لا.  يمكنك إعتبار هذا تدريبا للمقابلة إن أردت"

"لا بأس إذا, همممم.... أي نوع ممكن. لكن أتمنّى أن أصير بطلاّ عاديّا من النوع الّذي يواجه الوحوش ويفوز دائما.... مثل أولئك الّذين يرتدون ملابس ملوّنة ويقاتلون الوحوش ويركبون آلات أحيانا تندمج لتصير آليّا عملاقا- ماذا كان إسمه مجددا؟"

"لا يهم, هذا النوع من الأبطال قديم قليلاً, لكن أظنّ أنّ لدينا مكاناّ فارغاً... البطل الوردي في الفرقة 108 لم نجد شخصا ليأخذه بعد"

"الظاهر أنّك غير خبيرة في هذا النوع من الأبطال, الوردي لا يمكن أن يكون سوى فتاة, وكما ترين أنا شاب عادي"

"هاه؟! هناك مكان شاغر لفتاة؟ أظنّني سأقدّم طلبا لهذا العمل في الغد"

"ألست مجرّد فتاة إستعلامات؟"

"من يهتم!! على أيّ حال بم أنّ المكان لم يعد شاغراً -"

"متى لم يعد شاغـ -"

"لا تقاطعني!! كنت سأقول: ما رأيك بأن تكون بطلاً تعيس الحظ يتطورّت في مشكلة بعد الأخرى ويحتاج 22 مجلّد لكتابة الجزء الأوّل فقط من بطولاته ؟   لا أدري لماذا الطلب ليس كبيرا على هذا النوع من الأبطال. فمن ميزاته أنّه يحصل على عدد كبير من الفتيات بعد إنقاذه لهن"

"هممم... هل تعنين ذلك النوع الّذي يلتقي بفتيات قادرات على إطلاق الكهرباء أو حمل سيوف طولها عدّة أمتار؟ أخشى أن أموت من الرعب, ما رأيك بإقتراح آخر؟"

"هناك أيضا الكثير من الأماكن الشاغرة في "المهاجمين على العمالقة", عدد الناجين أقل من 30% في كلّ مهمّة ولكن إن نجوت في بضع مهام ستصير مشهورا جدا, خصوصا لو كان مشهد موتك أسطوريّا"

"هل قلت شيئا عن الشهرة بعد الموت للتوّ؟ أفضّل أن أكون مشهورا وأنا حي!!"

"من الصعب إيجاد أشخاص يرغبون في الإنضمام للـ"المهاجمين على العمالقة" حتّى فرقة الأشرار "العمالقة" تواجه صعوبة في إيجاد من ينضمّون إليها, حتّى أنّهم جعلوا الراتب عاليّا جدا"

"أه, لا أحبّ الكلام عن العمالقة... إنّه يشعرني بقرب موتي, من سيعتني بأخي لو متّ؟"

"إذا لديك أخ؟ هل هو صغير أم كبير؟ هذا سيؤثّر على نوع البطل الّذي ستصيره"

"إنه أخ أكبر, بحوالي عامين"

"هممم... أخ أكبر بعامين؟ هناك ... لا, للأسف كلّها مناصب محجوزة"

"محجوزة؟ لكنّك لم تقولي أيّا منها"

"لا أحتاج لذلك, هناك فقط نوع البطل الّذي يريد الإنتقام من أخيه لأنّه قتل كلّ أفراد عائلتـ -"

"أرجوك توقّفي!! هذا النوع يبدو شرّيرا أكثر من أن يكون بطلاً, وأخي لم يقتل أحداً !! حتّى الآن على الأقل"


"إذا, دعني أرى القائمة وأخبرك بالأماكن الشاغرة"

"إفعلي رجاء"

"..."

"..."


"هناك خيارات قليلة شاغرة, البطل الّذي يجد مذكّرة إذا كتب فيها إسماً يموت صاحبه, والبطل الّذي يستخدم القدرات السحريّة للقتال, كنت أريد أن أقترح أن تصير بطلاً من كوكب بعيد أرسله والداه الحقيقيان للأرض لكن للأسف هذا والبطل الّذي لدغه عنكبوت فصار قادراً على إطلاق الشباك محجوزة"

"أليس ذلك الأخير هو بطل سلسلة الرجل العنكبوت؟, لكن أعجبتني فكرة المذكّرة, سأقدّم طلباً لأصير من هذا النوع... سأكتب فيها أسماء كلّ الأشرار!!"

"للأسف, لا نملك تلك المذكّرة لذا على المتقدّم للطلب أن يحصل عليها بنفسه"

"ماذا؟! أليس هذا الطلب صعبا جدّا ؟!!"

"في الواقع لو كنّا نملك واحدة لما كان هناك "أشرار" على قيد الحياة إلى الآن, ألا تظنّ؟"


"همممم... نعم صحيح, ما الخيارات الأخرى إذاً ؟"

"للأسف ليس لديك الكثير من الخيارات.. يمكنك أن تصير بطلاً يحبّ الأكل ويملك قوى خارقة فمثلا قد تكون نينجا ختم أحدهم طاقة وحش بذيول عديدة داخلك حين كنت طفلا, أو قرصاناً أكل فاكهة شرّيرة من البحر.. أو ربّما تكون شخصا من كوكب بعيد أرسله شعبه ليدمّر كوكب الأرض لكنّ-"

"لا أريد أن أكون شخصا من الفضاء, ألا تظنّين أنّ هذا صار قديماً !! وهل توجد حقّا فواكه شرّيرة من البحر؟ وثمّ كيف يمكن أن يختم أحدهم طاقة وحش بتسعة ذيول داخلي حين كنت طفلا؟!!"

"أنا قلت ذيولا عديدة وليس تسعة ذيول!!
النوع الأخير المتبقّي هو "المعلّم, هذا البطل الّذي ربّما شارك في حرب قديمة أو قام بإنجازات كبيرة وبعد أن تقاعد قرر تعليم الشبّان الجدد كيف يصيرون أبطالاً...ليس عليه إقبال كبير لذا الراتب كبير جدا لو إخترته"

"أه, هذا جيّد, لماذا ليس عليه إقبال ؟"

"لأنّ "المعلّم" غالباً يكون أوّل من يواجه زعيم الأشرار ويموت في مواجهته, بالطبع تلك المواجهة تعطي البطل الشاب خبرة وتجعله يصير أقوى كي لا سمح بالمزيد من الضحـ -"

"توقّفي!! صرت أتخيّل نفسي ميّتاً من الآن!! هل حقّاً هذا هو النوع الأخير؟"

 "نعم, إن لم تكن تريد أن تكون من هذه الأنواع من الأبطال فماذا تريد أن تكون؟!!"

"قلت لك!! أريد أن أكون بطلا عاديّا... وليس شخصاَ يملك قوى خارقة في عالم خيالي أو شابا ذكيّا تحوّل لولد صغير بسبب عقار ما أو صائد وحوش صغير يبقى في العاشرة من عمره لمدّة 17 عاما!!
أريد أن فقط أن أكون بطلاً يحصل على راتب جيّد لإنقاذ عائلته من الإفلاس"

"هذا العالم قاس يا عزيزي الشاب!! أن تكون بطلا عاديّا ليس أفضل من أن تكون شخصيّة بلا فائدة تظهر في حلقة واحدة, إن لم تكن من أحد أفضل الأنواع فأسرع طريقة لتحصل على راتب جيّد لإنقاذ عائلتك من الإفلاس هي بالإنضمام إلى الأشرار"

"لا أريد!! إنّ لدي مبادئ"

"المبادئ لم تعد تهمّ في هذا العصر يا عزيزي, المال هو المهم ولابدّ أنّك أدركت هذا... إمّا أن تكون في الجانب الفائز "الأبطال" براتب بسيط أو تحاول الحفاظ على حياتك في جانب الأشرار لتستفيد من راتبك الكبير"

"هل قلت "تحاول الحفاظ على حياتك"؟!"

"نعم, حين تكون في جانب الأشرار فأنت مهدد بأن يقتلك الزعيم حين تفشل أو أن يقتلك الأبطال وأنت تحاول النجاح, هناك أنواع جيّدة من الأشرار تكون فيها آمنا من المشكلتين لكن راتبها ليس أفضل من جانب الأبطال ولا أحد يملك مبادئ رخيصة لينضمّ إليها"

"صرت قلقا الآن. أخي ذهب بالأمس للمقابلة في "جمعية أبطال" أخرى لكنّهم قالوا أنّ لديهم العدد الكافي فغضب كثيرا.... أنا قلق أن يذهب لـ"جمعيّة أشرار" بسبب غضبه العارم, سمعت أنّهم يحبّون الغاضبين"

"أه, وبالمناسبة أنا أيضا كنت سأنضمّ لـ"جمعية أشرار" في البداية لأنّهم يعطون راتباً أكبر. لكنّي غيّرت رأئيي وقرّرت الإنضمام للأبطال. لا أعرف كيف إنتهى بي الأمر كفتاة إستعلامات بعد كلّ شيء.... أشعر بالندم !!"

" ههههه, هل حقا يسمح لك بقول هذا هنا؟"

"ممممم, لا- تنصّ الشروط أن لا تتحدّث عن ميزات الإنضمام للأشرار داخل المبنى. لكن بم أنّنا وحدنا هنا فلا بأس بمخالفة بعض القوانين"

"أه, لم ألاحظ أنّه لا أحد غيرنا هنا"

"موعد العمل الرسمي ينتهي الساعة الرابعة, لأنّني كنت أشعر بالملل قررت العمل ساعة إضافية. لن يعطوني مالاً مقابل ذلك لكنّ هذا أفضل من العودة للمنزل وسماع عتاب أبي لي لأنّي لم أصر بطلة معروفة"

"للأسف, العالم قاس حقا.. حتّى لو إخترت جانب الأبطال فليس مؤكداً أنّك ستكون في الواجهة هههههه, لكنّي قلق على أخي فلو صار شرّيرا فقد نصير أعداء في المستقبل"

"هههههههه, أرجو أن لا يكون أخوك من الأشرار إذا"

"ههههه.. حسنا أعطني الورقة لأذهب للمقابلة, سأعرف ماذا أقول لهم"

"ليس بعد, ليس بعد, هل سألتك عن مؤهلّاتك؟ أرجو أن تقولها لي أوّلا"

وقف الشاب في حيرة ثمّ أخبرها بـ"مؤهلاته".

ببساطة في عالم قاسٍ كهذا من الصعب أن تعيش إلّا إذا صرت بطلاً أو شرّيرا... هؤلاء الّذين ليسوا من هذين التصنيفين هم أشخاص لايحصلون سوى على مشاهد طولها بضع دقائق على الأكثر.
لكن إن لم تكن جيّدا في بطولتك أو شرّك فحتّى ذلك لن يكون أفضل من أن تكون من الأشخاص الّذين ينقذهم الأبطال أو يقتلهم الأشرار.

كم هو عالم غير عادل.


[النهاية]
------------------


حسنا إنها فقط مجرّد شرح لبعض أنواع الأبطال الّذين أراهم في الأنمي والمانجا والقصص .... الخ
لقد إستمعت بكتابتها كثيراً وقد أكتب أكثر عن عالم القصّة مستقبلاً.



أما الآن السلام عليكم
وفي أمان الله.

4 التعليقات:

السبت، 13 ديسمبر 2014

كريستال


كريستال



"سقطت نيازك بلورية قبل سنوات عديدة و الآن تساوي البلورات كل شيء في هذا العالم الجنود أشرار يجعلوننا نعمل لهم في جمع البلورات" بعد انقاذ فارس الظل لهم مجد يحاول أن يتعلم كيف يقاتل ليرد للجنود معاناة قريته.



التصنيف : +10 سنوات - مغامرات - خيال - خارق للطبيعة
الصدور : 2010


على كوميكيا



يمكنكم متابعة الحلقات على كوميكيا هنا


تحميل الحلقات


المجلد الأول - الحلقات 01-08 
المجلد الثاني - الحلقات 09-15
المجلد الثالث - الحلقات 16-الحالية


القصص الجانبية

القصّة الجانبية : تساؤلات عنقاء




0 التعليقات:

كريستال : القصة الجانبية : تساؤلات عنقاء


السلام عليكم

هذه ليست قصّة منفردة بل قصّة جانبية لـ"كريستال".... إنها خواطر رنيم بعد أحداث الفصل 19, مقسّمة لخمس أجزاء كل منها تفكير بأشياء مختلفة حصلت في السلسلة ...

إنها لا تؤثر في السلسلة الأصلية
لكن يمكن إعتبارها أفكار مرتّبة أو "مشاعر" رنيم حيالها.


*) تساؤلات عنقاء :


1

في صباح ذلك اليوم.

كانت الخادمة "ناني" تسرح شعر أميرتها الصغيرة الفتاة االتي تدعى رنيم.
بالطبع رنيم لم تكن أميرة حقيقية, هذه الفتاة هي إبنة قائد جنود مملكة النار التي تحكم أرض الأدغال.

رنيم نفسها عضوة مهمة في هؤلاء الجنود, حتى أنهم قاموا بإعطاءها أهم أسلحتهم, "البلورة النقية" خلال أربع مهمات من قبل ولم يكن هذا لأنها إبنة قائدهم بل لأنها كانت أمهرهم في إستخدام ذلك السلاح.

لسبب ما كانوا ينادونها "العنقاء" بدلا من رنيم. لم تكن ناني تعلم ولكن الأسماء المشفرة مهمة في ساحات المعارك.

كانت رنيم تحدث ناني عن كل ما تمر به في أيامها, كانت رنيم تأمر الخادمات الأخريات بإنهاء العمل بسرعة وإلا ستسبدلهن, لكنها لا تفعل هذا مع ناني.
ربما لأنها صديقتها منذ الصغر, فحين جائت ناني لتعمل في خدمة السيدة (أم رنيم) كانت طفلة في الثانية عشرة بينما كانت رنيم في الثالثة من عمرها في ذلك الوقت.
كانت تفكر ناني بهذه الأمور وهي تسرح شعر عزيزتها الصغيرة, ثم لاحظت أن أميرتها لا تتكلم كما تفعل سابقا.

كانت رنيم تفكر بشيء ما.
ولأنها لم تخبر صديقتها عنه لابد أنها لن تخبرها به حتى لو سألتها.

هنا إبتسمت ناني وإستمرت بتسريح شعر الأميرة متسائلة حول ما يمكن أن يشغل رأس فتاة في الثالثة عشرة.
فتاة من الجنود.


2

الجندية عنقاء : رنيم إبنة الدوكتور رائف.
بينما كانت خادمتها تسرح شعرها, كانت تفكر بعدة مسائل، لها علاقة بعملها كجندية في المملكة.

كانت تفكر بالبلورات النقية، البلورات في هذا الزمن هي الطاقة ومن دونها لا يمكن تشغيل أي جهاز بسبب عدم توافر مصدر آخر للطاقة.
البورات قابلة للشحن بالأساليب الحديثة لكن لكل بلورة سعة معينة لا يمكنها احتواء طاقة أكبر منها.  هذا جعل البلورات تستخدم في البيع والشراء وقيمة كل بلورة تتناسب مع سعتها وما تحتويه حاليا من الطاقة.
لكن هذا موضوع يعرفه حتى الأطفال الذين لم يتجاوزوا السابعة من العمر.

ما كان يجعل الجندية تتساءل هو البلورات النقية.

فقد علمت من خلال البحوث التي أجراها فريق ابحاث المملكة بعد دراسة الكتب القديمة أن هناك بلورات قليلة تمتاز بطاقة هائلة قد تكون لانهائية سماها الأجداد “البلورات النقية“.
لماذا إسمها نقية؟ هل لأن البلورات العادية تحتوي شوائب؟ لكن أي شوائب؟ وان كان هذا صحيحا فهل لهذا علاقة بتفاوت سعة البلورات للطاقة بدون حساب الحجم والكتلة؟

ثم إن البورات النقية المعروفة تم إكتشافها حديثاً، فكيف عرف القدماء بأمرها؟

وما عددها؟
فكرت الفتاة ناسية أمر ناني التي تسرّح شعرها في ما عرفته خلال الأشهر الماضية.

بسبب طبيعة بلورة النار التي درستها المملكة، وصلت البحوث لأنه توجد بلورة نقية لكل من عناصر الحياة الأربعة، وهذا يعني أن عدد البلورات النقية أربعة.

لكنها عثرت على عنصر خامس قبل فترة قصيرة في حوزة فتى عنيد من احدى القرى الفقيرة، وحين فكرت في الأمر أدركت أن الباحثين نسوا إثنين من عناصر الحياة، الضوء والظلام.
لكن نظرياتها إنهارت تماما حين رأت بلورة قائد الفرقة الثالثة لجنود العدو، بلورة يسميها الفقاعات.

كان عنصر العدو هو الماء، نفس عنصر شخص لا تحب هذه الفتاة أن تتحدث عنه


3

بينما كانت رنيم تفكر بالبلورات النقية وعدم معرفتها لعددها، تذكرت مسألة اخرى تتسائل حولها.
مملكة النار تسعى لجمع البلورات النقية من أجل العلم، لزيادة المعرفة والتأكد من صحة ما كتبه الأجداد عنها.   خصمهم في البحث هو إمبراطور أرض الجبال الذي يسعى للسيطرة على أرض الأدغال كما سيطر على أغلب الأراضي الثلاث الأخرى.

ذلك الإمبراطور يجمع البورات النقية أيضا، ما هدفه؟ هل يريد جمعهم لأجل العلم؟ أم بسبب الطاقة الانهائية التي تحتويها؟
وما عدد البلورات التي لديه؟
لأنه حسب علمها، بلورات فارس الظل أخذها من جنود الإمبراطور. و لدى الإمبراطور الآن بلورتان على الأقل.

هذا يجعل عدد البلورات التي تعرف رنيم بوجودها 7، لكن لا يبدو أن الجنود قلقون من حيازة فارس الظل وذلك الفتى على أربع بلورات منها.

"حسنا حبيبتي، إنتهيت الآن هل تريدين شيئا آخر؟"
لم تلاحظ رنيم الوقت، انتهت خادمتها ناني من تسريح شعرها فطلبت منها طلباتها المعتادة ثم قررت الذهاب لقاعدة الجنود للقيام بواجبها اليومي



4

فتاة في الثالثة عشرة من عمرها...
هذه الفتاة إبنة د.رائف أحد أهم القادة في كل أرض الأدغال.
هذه الفتاة عضوة في جنود مملكة النار.
هذه الفتاة إسمها رنيم.
هذه الفتاة في طريقها إلى مبنى قيادة الجنود.

وهي تمشي كانت تفكر بالشخص الذي صار قبل يومين عضوا جديدا في جنود المملكة.

شخص يرتدي قناعا ولا يعرف أحد من يكون تحته.

فارس الظل...

والد هذه الفتاة أجبر فارس الظل على الإنضمام إليهم، لكن فارس الظل يتصرف وكأنه وافق من تلقاء نفسه على ذلك. بالرغم أنها لم توافق والدها على إجباره، رنيم تعترف أن القوة التي يعطيها إسم "فارس الظل" في جنودهم كبيرة جدا.

فبعد كل شيء انه يحمل 3 بلورات نقية وحده، بينما لدى مملكة النار بلورة نقية واحدة.

تذكر كلامه حين رأته أول مرة، قال أن هدفه ايقاف الإمبراطور وتحقيق السلام في العالم.
بماذا يفكر فارس الظل؟ كيف حصل على كل تلك البلورات النقية؟
سؤال لم تستطع رنيم إيجاد إجابة له.

خطرت لوهلة في بالها فكرة جنونية، ماذا لو كان فارس الظل هو الإمبراطور متنكرا؟ هذا سيفسر سبب جمعه للبورات وتتبعه لها ولذلك الولد.
قد يغدر بهما في أي لحظة ويأخذ بلوراتهما.

لكن هذا مستحيل.
من الجنون أن يقاتل الإمبراطور أتباعه، ولو كان يريد الغدر بها وذلك الولد لفعل ذلك مسبقاً فكانت لديه أكثر من فرصة.

فكرت رنيم بأن تستخدم معرفتها وتستجوبه، لديها طرق لكشف الكذب لذا يمكنها الحصول على المعلومات طالما تجعله يتكلم.
حين تصل إلى القيادة ستطلب الإذن من أبيها ثم تبحث عنه.



5

جلست الجندية رنيم، إبنة د.رائف والتي يسميها البعض عنقاء على مقعدها في مكانها المعتاد في أحدى غرف الإنتظار.

بدأت تنتظر لتعرف إن كانت هناك أوامر جديدة.
فعادة إذا كانت ستحصل على عمل في يوم ما فسيأتي إتصال من "القائد" يدعوها للحضور منذ الصباح الباكر (باكر بالنسبة لها فقط, فهي تتأخر في الإستيقاظ).

لكن في الأيام التي لايحصل ذلك فيها لديها الحرية في أن تذهب إلى قاعة التدريب أو مركز البحوث أو تذهب كما تفعل الآن إلى غرفة الإنتظار.

في غرف الإنتظار ستُعامل مثل أي جندي عادي، إن إحتاج ذوي الرتبة العالية بعض الجنود للقيام بعمل ما، فسيرسلون أمراً لمراقب غرفة الإنتظار ليختار فريقا من الجنود هناك ليقوم بالمهمة.

لذا ريثما يحصل ذلك صارت رنيم تفكر، بالولد والشاب اللذان تعرفهما.

- الولد "مجد" فتى من قرية فقيرة، لسبب ما يملك بلورة ويدّعي أنه يجيد إستخدامها.
وهو الآن مساعد فارس الظل.

- الشاب يملك إسم الشفرة "وميض"، إنه شخص يعمل دوما بجد، ودائما يسألها "كيف أفعل كذا؟" وبسبب ذكائه تحصل رنيم غالبا على أعمال مشتركة معه. غالب تلك الأعمال مشاريع علمية للإستفادة أكثر من البلورات.

بسبب أو بدونه رنيم تحب العمل معه... لكن مؤخرا صار يتصرف بغرابة.
لماذا صار يريد القيام بأعمال وحده؟
لماذا صار يمضي وقتا في العمل يكاد يساوي وقت عمل القائد؟
ولماذا صار يناديها فقط بـ "عنقاء"؟

كانت تعرفه منذ أن كانت صغيرة.. وحتى وقت قصير كان يناديها دوما "رنيم" لكن فجأة صار يناديها "رني- عنقاء".

هل أبي هو السبب؟
أبوها منع الجنود من مناداة بعضهم بأسمائهم الحقيقية، لكن هذا لم يكن يؤثر في "وميض" فلماذا الآن؟


والولد الآخر الذي يبدو أنه يصغرها بثلاث أعوام، ويكرر دائما أنه "سيحطم" الجنود، إنه جاهل و غبي ومع ذلك إستطاع الخروج حيا من برج مدينة "وينتر" من قبل.  و حين إنضم "فارس الظل" (مجبرا) إلى جنود هذه المملكة قرر الإنضمام أيضا على الفور.

مقارنة بالكثير من الفتية الذين رأتهم رنيم من قبل إنه الأكثر تهورا وغباء والوحيد الذي لم يظهر أي تأثر حين سمع عن كونها من جنود مملكة ما (حتى وميض أصابه الخوف عليها حين عرف), ما سر هذا الولد ؟

ولما رضي "فارس الظل" بأن يصير مساعدا له؟
وكيف حصل على تلك البلورة النقية الصفراء؟


بينما كانت تتسآئل...
[إنتباه...إنتباه...نحتاج إلى ثلاثة جنود في الحجرة 32... أكرر....]

"عمل بهذه السرعة ؟"
قالت رنيم بإبتسام بعد إنقطاع حبل أفكارها ...

الآن كان عليها أن تزاحم من عشرات الجنود في القاعة كي تكون أحد الثلاثة الذين سيحصلون على"العمل"...  إحتاجت شيئا كهذا لتغيير ما تفكر فيه...

الإجابة على تساؤلاتها لن تأتي بالتفكير...
وهي تشعر أنها مسألة وقت حتى تعرف كل الإجابات.


[النهاية ؟!]
------------------



  حسنا إذا, هل أعجبتكم؟
إنها بين القفصلين 19 و 20...

ما رأيكم بما تفكّر فيه العنقاء ؟

0 التعليقات:

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

سلسلة ما بعد النهاية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


"بعد الكارثة الكبرى التي حصلت قبل سنوات... لم يعد شيء كما هو في السابق.. مات الخلق وتلوّثت المياه وضاعت الثقة بين الناس.. كانت تلك النهاية ولم نعش سوى لنرى ما بعدها"

هذه الفكرة الموجودة كل واحدة من قصص...
الكارثة التي "إنتهى" العالم بسببها تختلف من قصة إلى قصّة ولكن جميعها حصلت بسبب أفعال البشر.. ولو تحالفوا مع بعضهم سيدركون وجود أمل لإعادة عالمهم إلى حالته الطبيعية.




القصص بشكل غير مرتّب

واحد إلى خمسين

إن شاء الله قصص قصيرة أخرى في المستقبل



تحميل نسخة الكتاب

إن شاء الله بعد إكتمال نشر القصص في الموقع.


2 التعليقات:

قائمة القصص المكتوبة في الموقع


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذه الصفحة تحوي قائمة لقصصي المكتوبة ليسهل الوصول إليها فهي كثيرة.. وسأقسمها ثلاثة أنواع :

* القصص التي تتبع سلسلة وفي الغالب سأنشر نسخة "كتاب" منها حين تكتمل كل سلسلة.
* القصص التي لا تتبع سلسلة.
* القصص التي قمت بتأليفها ونشرتها في مواقع أخرى, كالمنتديات غالباً.




القصص التابعة لسلسلة


سلسلة MONI: قصص في عالم تحتكره شركة ما, الفتى النمر إحدى هذه القصص.
ما بعد النهاية: قصص متفرّقة كل منها في عالم متأثر بالحروب.
حكاية شفاء: فتى يملك قدرة شفائية لكنه لا يحبّها.


القصص الغير متسلسلة


كاشف المصير: حين تم إختراع جهاز يكشف المستقبل.
الجيل الجديد من الحواسيب NanoWin: لكنّه ليس ممتعاً كوصفه.
أي بطل تريد أن تكون: عن رجل يقدم طلب وظيفة "بطل" عالم مليء بالأبطال والأشرار.



على مواقع أخرى


أحلام مرسومة: قصة عن المانغاكا العرب تتم سلسلتها في منتدى المانجاكا العربي.
القصص التي لم يتم نقلها من الموقع السابق بعد : 1 2 3



وإن شاء الله سيتم إضافة قصص لهذه القائمة حتّى يأتي يوم يحار فيه القارئ الجديد ماذا يختار ليقرأ.

0 التعليقات:

الأحد، 7 ديسمبر 2014

مئة ألف قتيل - مجرّد رقم


*/~~ السلام عليكم ~~/*


وهي قصة خلال حرب ما جزء من سلسلة "ما بعد النهاية"
لدي ملاحظات في بعد القصة


*) مئة ألف قتيل - مجرّد رقم


"لقد خسرنا الحرب"

وقف قائد الجيش في الساحة التي لم تمضي أكثر من بضع ساعات على إنطفاء شعلتها، ونظر أمامه للبعيد.. إلى ما بقي من جيش العدو القادمين نحوهم.

بعد مسافة ليست بطويلة سيتمكنون من إطلاق النار عليه وقتله.... لكنه لم يعد يهتم...

هل هناك فائدة من الإنسحاب الآن؟
هل هناك فائدة من محاولة الهرب؟

لم يعد هناك معنى لنجاته، ليس بعد أن فقد أكثر من 90% من رجاله... عدد الموتى تجاوز المئة ألف مقاتل و البقيّة لا يتجاوزون الثمانية آلاف أغلبهم مُصابون.
كان هذا بسبب سوء تخطيطه، تهوّره جعلهم يهاجمون بشكل مباشر عدوّا قدراته ليست معلومة لهم. لم يضع في الحسبان أن عدوهم قد يملك سلاحاً فتّاكا يدمّر كلّ شيء..
وهو الآن يدفع الثمن-

تسائل : لماذا؟
لماذا هو أحد القلائل الناجين؟
مع أنه كان يقاتل في الصفوف الأمامية إلا أن الإنفجارات كانت تتداول يمينه ويساره- دون أن يصيبه أي منها...

كأنها تسخر منه -
كأنها تخبره بأن عليه رؤية مصير مقاتليه حتى النهاية.

أدرك للمرة المليون أنه ليس في لعبة، وهو لا يحلم... الحقيقة أنّه قد مات مئة ألف من جنوده، وسيموت الآخرون وهو من بينهم خلال دقائق.

مئة ألف...
أي عشرات عشرات العشرات من جنوده...

صحيح أنه لا يعرف شخصيا منهم سوى أقل من عشرة، لكنهم جميعا -كل المئة ألف منهم- وضعوا حياتهم تحت قيادته. وفي النهاية خيّب ظنهم...

مئة وثمانية ألف وثمان مئات وتسعة وتسعون مقاتلا... هذا كان عدد المقاتلين تحت قيادته، بالأمس كان لكل واحد منهم حلم أو هدف مختلف، كان الرابط المشترك بينهم هو الرغبة في حماية الأرض -

لكن الآن صار الرابط المشترك بين أغلبهم هو عدم إنتمائهم للأحياء...

وهو أيضا... اليوم هو "بشر" وغدا سيكون "رقما"... لقد تقبل مصيره القادم إليه.

فجأة بينما هو يائس باغته صوت باكي من الخلف
"قائد !!"

لبضع ثوان نسى أنه لا يزال حياً، ونسى أنه قائد لجيش كامل، حتى لو لم يتبقى من الجيش سوى أقل من 10% من مقاتليه الأصليين فهو لا يزال قائدهم-
إلتفت القائد ليأمر جنوده- مع ذلك حين رآى رجلا واحدا فقط هناك لم يعرف ما يفعل.

لكن ذلك الجندي المخلص لم يسأل عن الأوامر، بل قال شيئا أكثر بساطة، وكان أكثر وضوحا.
"لننسحب يا قائد!!"

كانت هذه كلمات هذا الجندي الذي يعرفه القائد جيدا منذ سنوات، كانت كلمات يائسة، هذا ما ظنّه القائد في البداية...
لكن لا، بل كانت كلمات مليئة بالأمل.. كان أملاً يائساً لكنه لايزال أملاً...

الإنسحاب- الهروب-
دماغه المنطقي يأمره بتطبيق هذا، لكن جسمه تجمد ولم يستطع أن يتحرك!!

ذلك الجندي المخلص قال
"أسرع يا قائد!! لنهرب مثل الآخرين... إن الطريق آمنة الآن والملجأ قريب... صحيح أن مكان المعركة فارغ الآن لكنّهم سيقتلوننا إن عثروا علينا... صحيح أننا خسرنا معظم أصدقائنا لكننا سنخسر أنفسنا أيضا إن لم ننسحب"

بالرغم أنه سمع كل كلام الجندي، فهو لم يدرك بعد ما عليه فعله... بسبب تهوره مات مئة ألف... جزء منه أبى أن يغادر المكان.

مئة ألف... ماتوا بسببه .... كيف يمكنه المغادرة؟

فجأة لكمه الجندي على بطنه-
لو فعلها الجندي في ظرف آخر لربما حصل على عقوبة قد تصل إلى الإعدام- لكن هذه حرب

"ألم تفهم؟! ستموت!!"

"...؟"

"وسيموت كل من بقي من الرجال الذين وضعوا حياتهم تحت أمرك!!"

"...!!؟"

لم يبدي القائد أي حركة مما دفع الجندي لإمساكه وجرّه معه وهو يجري-
"هيا تعال معي"

"...؟"
سكت القائد... لو كان يستطيع التفكير لعلم أن جرّ ذلك الجندي له دون أن يحاول الحديث معه يعبّر عن فهمه لحالته...

إنهيار !!

"نحن بخير..."
قال الجندي بعد فترة، حين إقتربا من الملجأ.. مع أن صوته كان سعيدا وجهه لم يكن مبتسما أبدا.

القائد الذي إستعاد وعيه الآن لاحظ أخيراً أن وجه الجندي كان أحمراً بلون الدم، كان مُصاباً بشكل كبير لدرجة أن جرّ قائده إلى هنا كان معجزة.

القائد أراد أن يتكلم، لم يعلم ماذا أراد أن يقول.. ربما أراد أن يشكره أو ربما يسأله عن حال من بقي من الجنود...
لكنه لم يجد الوقت...

حصل إنفجار على بعد أمتار قليلة منهما، وتأثير ذلك الإنفجار سيتمكن من إبادتهما بسهولة.

في لحظاته الأخيرة مرّت في ذهنه تخيلات لنشرات الأخبار من قنوات مختلفة...

في قنوات "الأعداء" سيتفاخرون بحصولهم على منطقة أخرى من "الأرض".

في قنوات "المدافعين" سيلقون اللوم عليه كما يستحق لأنه سبب فقدانهم للصف الأمامي من رجالهم.

وفي قنوات أخرى التي ربما تكون محايدة سيقولون "الرقم" بلا مشاعر... سيقولون أنه تمت إبادة مئة ألف من رجال تلك "الأرض".

على الأرجح سيقولون ذلك بدم بارد، لأنه بالنسبة لهم مئة ألف قتيل مجرد رقم.

خلال لحظات لم يرى سوى درجات من اللون الأصفر، وفجأة إختفت كل الألوان والألم صار يقطع ما بقي من أعصابه -

إنه يموت....

إنه ميت....


[فشلت المهمة]
------------------



  كنت أشاهد الأخبار في أحد الأيام وخطر على بالي , مات 10 أشخاص في حريق ... مات 3 رجال في حادث .. مات 152 شخصا في مظاهرة .. كلهم ماتوا ونحن لا نسمع إلا بأرقامهم. صار الموت بالنسبة لنا مجرّد رقم...

هل يفترض بالأخبار جعلنا نتعاطف معهم؟ حديثهم عن هذه الأرقام بارد جدا لدرجة أنني لن أستغرب لو تكلم مذيع الأخبار عن موت بلدة كاملة بنفس الطريقة.

لذا وجدت نفسي كتبت هذه القصة...

4 التعليقات:

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

سائل له لون 2 - حادثة زمزم


*/~~ السلام عليكم ~~/*


هذه القصّة تتبع "سائل له لون" لكن يمكنك أن تقرأ كل واحدة على أنها منفردة..
(ستجد شرح أفضل لما يمرّ به العالم في الأولى)


*) سائل له لون 2 - حادثة زمزم



الحرب الكبرى إنتهت قبل 10 سنوات... لكن آثارها على البشر والأرض لن تنتهي قريبا....

الماء في كل أنحاء العالم صار ملوثا، والمعدات التي كانت قد تتمكن من تنقيته ضاعت خلال الحرب. وصار الماء في كل مكان ملوناً بالأخضر أو البُني أو الرمادي..

إلا بئر واحد في العالم لا يزال ماءه نقيا!!

[بئر زمزم في مكّة]

حتى الحرب الكبرى لم توقف المسلمين عن الجح لبيت الله العتيق، وحتى تهالك وسائل النقل لم تمنعهم من بذل جهدهم في السفر والوصول لأداء الركن الخامس من دينهم.

لكن مع العدد الكبير من الناس الزائرين مكّة،  قلّة من يعرفون أن بئر زمزم لا يزال موجوداً، وقلّة من يعرفون أنه تحت السد الإسمنتي يوجد ماء نقي.

فوق ذلك القفل المدعو بال "سد" عُلقت لافته منذ زمن تقول
[بئر زمزم سابقا]

قرب اللافته وقف رجلان أسمران متشابها الملامح والثياب إلا أن لحية أحدهما أطول من الآخر.

كان الأول ينظر للآخر بغضب وهو يقول
"يا عبد الشيطان!! إنها آخر مرة أسكت عن جريمتك !! سأعلن للكل أنك وجماعتك تحتكرون ماء زمزم النقي"

تجاهل عبد الرحمن اللهجة الوقحة واللقب الذي ناداه أخوه الأصغر به وردّ بهدوء قاس
"يا عبد الله، أنت تعلم أننا لا نحتكره بل نشرب من الماء الذي يشربه الآخرون ... والجريمة الحقيقية هي فعل ما تريده أنت"

ثار الأخ الأصغر قائلا
"جريمة؟! هل إعطاء الماء للناس جريمة؟ هل إنقاذ مئا- آلاف النفوس من المياه السامة جُرم؟ وهل ما تفعله مع المسؤولين بإخفاء حقيقة زمزمنا من الخير؟"

قال عبد الرحمن بتعابير صارمة على وجهه وهو يشرح وجهة نظره
"لو عرفوا بأن لدينا الماء النقي سيأتي الأعداء إلينا، لماذا لا تفهم؟ نحن نسعي لإنقـ -"

لكن عبد الله قاطعه صارخا
"أعداء؟! أين هم الأعداء؟ الحجُاج المسلمون؟ المهاجرون المُستضعفون؟ الرحّالة العابرون؟ كيف تصف هؤلاء بالأعداء؟ من هم الأعداء؟!"

بعد الحرب وإنهيار تقنيات وسائل النقل، صار لايزور مكّة إلا الحُجّاج وربما عابروا السبيل، وهؤلاء جميعهم مسالمون ويجب إكرامهم. ومع ذلك رفض المسؤولون فتح "بئر" زمزم لأحد. فبالرغم أنهم مسالمون قد يُخطئ أحدهم ويقول حين يعود لبلدته أنه شرب الماء النقي في الحج, في هذه الحال ماذا سيحصل؟

"حتّى إن جاء المزيد من الزائرين فماء زمزم لن ينتهي؟!"
شعر عبد الله أن حنجرته تؤلمه من شدة صوته

"هذا هو مالا تفهمه يا أخي!!"
إستدركه أخوه الكبير عبد الرحمن وتابع
"ستحصل حرب!! إن علموا أن لدينا هذا الما-"

لكن عبد الله قاطعه بعنف
"لدينا؟! أنتم تتحدّثون وكأن البئر ملككم!! إنه ليس لكم لتقطعوا خيره عن الناس...إنه هبة من الله"

"بالضبط!!"
تنهّد عبد الرحمن وعاد إلى هدوءه
"لأن زمزم هبة من الرحمان علينا إنقاذه ومن حوله من الحرب القادمة... من لا يفهم هو أنت! لم يخترني أبي لأقود الجماعة لأنني أكبر منك بل لأنني أفهم!"

"فقط ما الذي تفهمه؟! أنت تجعل الناس يموتون بالسموم ولديك الحل لإنقاذهم, ومع ذلك تتحجّج بحرب لن تحصل... أنت!! وأبي!! وجميعكم لا تفهمون!!"

"العالم في وضع يائس, كل الماء صار ملوّثاً... و زمزم لن يكفي العالم كلّه!! هل تظن أن الناس سيرضون "

"هذا ليس مؤكداً!! ولو حصل المستحيل وإندلعت الحرب عندها سنقاتل دفاعاً عن الوطن كما فعل آبائنا وأجدادنا... أنت فقط خائف من القتال"

لكنه إبتسم ضاحكا
"أنا؟! خائف؟ بينما كنت أنا في الصفوف الأمامية. من الّذي كان يبكي خوفا خلال الحرب قبل عشر سنوات؟ أليس أنت؟"

"ذلك -"

"لستُ خائفا من القتال، أنا أريد منع المزيد من الضحايا، طالما هناك حل بالسلام، لماذا نلجأ إلى الخيار الذي يؤذي الطرفين؟"

"وهل تظن أن ما تفعله أفضل؟! الناس يموتون موتاً بطيئاً بسبب السموم التي تلوث الماء!! وتقول أنك تنقذهم... أنت- أنتم أسوأ مخلوقات الله... أنتم... أنتم.... الإسلام بريئ منكم يا عبدة الشيطان!!"


كان هذا حوارهما الدائم، كل منهما يظن الحل الذي يراه هو الأفضل، كل منهما لا يفكّر بحل الآخر ويظن أنه وحده "يفهم"...  إختلافهما كان لمنع الحرب، لكن هذا الإختلاف قد يكون سبباً في حرب أخرى تندلع أسرع من الحرب الذي يختلفان لأجلها.



[النهاية]
------------------


الفكرة كانت أنّ فكرتين لإنقاذ الناس يمكنهما أن يسببا خلافا ربما يقتل الكثير من الناس, متى سنتعلّم أن نحاول تفهّم وجهات نظر الآخرين والبحث عن حلول مشتركة نتّفق عليها؟ 


4 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates