الخميس، 12 مارس 2015

رحلة إلى العالم الإفتراضي - المقدمة : تمهيد لعالم آخر



الــــســلام *.,.* عــــلــيكم


هذه القصّة تتبع "الفتى النمر" وستحرق عليك النهاية لكن ليس الأحداث, ويمكنك البدء من هذه ولاتقلق فكّل التساؤلات الغامضة هنا كانت غامضة في القصّة الأولى أيضا... هذه القصة مختلفة تماما في الأحداث والهدف عن القصة السابقة فالغموض في هذه أقل والعالم متّسع أكثر.


ما ستقرأه هنا هو المقدّمة وهي تحتوي على شرح للعالم لكنّها أيضا قصّة قصيرة تدعم القصّة الأكبر.

ملاحظة إبتداء من هذه القصة ستمتلئ "السلسلة" بالمصطلحات الإنجليزية...


لو كنت لا تجيد الإنجليزية فلا تقلق لأنني أكتب هذه القصّة للقرّاء العرب ولاتحتاج لفهم الكلمات الإنجليزية لفهمها... ولكن سيكون الأفضل لو كنت تعرف قراءة الحروف.


------------------

كان هناك ألعاب كثيرة يلعبها اللاعبون مجتمعين عن طريق الـ[الشبكة] ولكنّ أكثرها شهرة كانت [العالم الإفتراضي]...
حين يدخل الفتى الّذي لا ينتمي إلى أي مكان إلى ذلك العالم, هل سيجد نفسه ينتمي إلى هناك؟

حين تكون الساحة في عالم آخر, سوف تبدأ الحكاية...

------------------
التمهيد - 1 قريباً
------------------

*) رحلة إلى العالم الإفتراضي : تمهيد لعالم آخر



الثالث عشر من إبريل عام 2025, في عالم وهمي داخل [الشبكة] ....
كان هناك مجموعة من [اللاعبين] يستخدمون ميزة هذا العالم : [الدردشة المفتوحة] التي تسمح لكلّ من في العالم أينما كانوا أن يتحدّثوا مع بعضهم.
في [الدردشة المفتوحة] يمكن لأي [لاعب] أن يصنع [غرفة دردشة] بشرط أن يحدّد الموضوع ويقوم النظام بإلغاء أي [غرفة دردشة] لا تُستعمل لأكثر من 24 ساعة.

بإستخدام هذه الميزة دخل أحد آلاف اللاعبين إلى غرفة الدردشة المسمّاة [تحدّي في ساحة جوول] للإنضمام للمتحدّثين هناك و-

- <RIZMON> قام بتسجيل الدخول -
[RIZMON] :إذاً أيّ نوع من التحدّي هذا؟

[NewEvil2014] : أحدهم أخذ [مادّة نادرة] من لاعب آخر ورفض إعادتها له دون تحدّي!!

[RIZMON] :يبدو عرضاً ممتعاً, في ساحة مدينة جوول؟ سأستخدم [بطاقة الإنتقال] وآتي.

[Jaa55] : لا ليس في ساحة المدينة!! بل في [ساحة القتال] فيها.

[[RIZMON] : شكراً جزيلا, كنت ذاهبا إلى هناك!! أنا قادم الآن.
- <RIZMON> قام بتسجيل الخروج -

[Jaa55] : لكن أليس الحصول على [بطاقة الإنتقال] صعباً, أليس من غير الجيّد إستخدامها لأجل مشاهدة قتال بسيط؟

[NewEvil2014] : هناك حمقى يضيّعون الـ[مواد] التي لديهم في أشياء كهذه, لكن لاتخبرهم فمبيعات [البائعين] ستقلّ لو قلّ عدد هؤلاء الحمقى.

[Jaa55] : هل أنت من أؤلئك البائعين؟

- <MoogleZX> قام بتسجيل الدخول -
[MoogleZX] :رأيت غرفة الدردشة هذه, إنّ هذا غريب على مدينة "جوول" فما سبب التحدّي؟

[NewEvil2014] : هذا ممل جدا !! أنت خامس شخص يدخل إلى هنا ليسأل عن هذا !!
- <NewEvil2014> قام بتسجيل الخروج -

[MoogleZX] :هل يقصدني ؟!
....


العالم الإفتراضي (Virtual World) هو الإسم الّذي يستخدمه [اللاعبون] للعبة PGP World قامت MONI بصنع هذا العالم وأصدرته عام 2023 بعد صدور جهاز ألعابها بفترة...

في هذه اللعبة يمكن أن يعيش الشخص مجرّد [حياة أخرى] في مناطق خياليّة... أو أن يصير [مسكشفاً] لتلك المناطق.. أو يصير مقاتلاً في ما يُدعى بالـ[منافسات].

كلّ لاعب (كان مُقاتلاً أم لا) لديه [نقاط حياة] يُرمز لها بـ"LP" و تشير لحياة الشخصية فإن وصلت إلى صفر يمنع النظام اللاعب من العودة للعبة لمدّة 24 ساعة.....
ويملك الاعب أيضا [نقاط المتابعة] ذات الرمز "CP" التي تُستهلك مقابل بعض ما يقوم [اللاعب] به وإن وصلت إلى صفر يتم [تسجيل الخروج] مع منع الاعب من العودة لبضع ساعات.


هذا ما كان يتذكّره هذا الشخص وهو يقاتل خصمه.
"..."
كان هذا [المقاتل] يبدو مثل شاب مقاتل من لعبة RPG قديمة, كان يرتدي وشاحا وملابس تبدو رثّة وكان أيضا يحمل سيفاً أعتطه اللعبة إسم [سيف المبتدئ] كان يقف على الأرضيّة المعدنيّة مربّعة السطح وكان ينظر إلى الخصم.

"هل أدركت الآن؟ أني أستحقّ [شوكة القنفذ الأحمر] أكثر منك؟"
قال خصمه الّذي كان يرتدي بدلة نصفها العلوي والسفلي مليئ بتدرّجات اللون الأزرق, كانت حوافها تعطي لمعاناً معدنيّا ولم يكن يحمل أيّ سلاح, بدا مثل المقاتلين المستقبليين من فلم خيال علمي قديم.

كانت [ساحة المعركة] عبارة عن مربّع معدني في الفراغ يحيط به مدرّج دائري يجلس الكثيرون على الكراسي هناك, لو كنت بينهم ونظرت للحلبة ستشعر أنّ هذين الشخصين المتنافسين من عالمين مختلفين, كأنّك دمجت الماضي والمستقبل البعيدين وأضفت للخلطة بعضاً من الخيال !!

"أنا وجدتها أوّلا !!"
قال المقاتل الّذي يحمل السيف.
(بالرغم أنّي أحمل سيفاً وهو يقاتل باليدين إلّا أنني لم أستطع إصابته حتّى الآن!!)

نظر إلى طاقة حياته المتبقيّة ..
إلى ذلك [المقياس] المرمّز بـ"LP" الّذي كان فوق إسمه الإفتراضي [Gaid] في الجانب العلوي الأيمن أمام بصره, هذا الخصم إستطاع إنقاص 50% منها قبل قليل.
هذا لم يُحبط عزيمة المقاتل بل جعله يفكّر بحيلة يستطيع بها الفوز على هذا الخصم فهذه المعركة الأولى لهذا المقاتل ولم يكن مستعدّا لذلك الهجوم الأوّل.

تحرّك [Gaid] بسرعة نحو خصمه الّذي يحمل الإسم [FinDaSnatcher] حاملاً سيفه للأمام!!
"هياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع"

كان صاحب الحق !!
وصاحب الحق لا يخسر !!

**سسسسسسسسسسسسسسكانشششششششششش**
"!!"



على المدرّج الّذي يشاهد منه الناس هذه المعركة تكلّم شخص لم يكن جالساً بل واقفاً في آخر المدرّج وكأنّه دخل الآن.

"آآآآه لقد تأخّرت!! هل إنتهت المعركة؟!"

لكنّ أحداً لم يُجب عليه... كانوا جميعاً منهمكين برؤية نتيجة ذلك التصادم.
كان الإسم الإفتراضي لهذا الشخص هو [RIZMON] وكان يرتدي معطفاً أخضر طويل يصل إلى ركبتيه وكان مفتوحاً ويمكن أيضا رؤية سترته البيضاء وسرواله البنّي أثري الطراز.

نظر إلى الحلبة فرآى شخصاً مطروحاً على الأرض, وشخصاً واقفاً.

حين لم يرى تجاوباَ قال بحزن :
"- و لقد إستخدمت [بطاقة الإنتقال] من الإقليم الرابع لأعود إلى جوول"

ثمّ نظر للحلبة من جديد فوجد المقاتل الّذي كان على الأرض يحاول الوقوف...
وقف المقاتل صاحب السيف من جديد !!


هذه العالم الإفتراضي مكوّن من عدّة مناطق تُسمّى [الأقاليم] كلّ [إقليم] مثل عالم مختلف ومغلق. ولا يمكن الوصول للأقاليم الأخرى إلا بثلاث طرق.

* الطريقة الأولى [الإنتقال] بين الأقاليم عن طريق [بطاقات الإنتقال] ...

* الطريقة الثانية [تسجيل الخروج] ثمّ إختيار إقليم آخر عند العودة للعب, لكن تسجيل الخروج يستهلك من [نقاط المتابعة] التي لو وصلت إلى صفر لا يستطيع الّاعب العودة للعالم إلّا بعد مرور بضع ساعات بسبب النظام.

* الطريقة الثالثة للإنتقال بين الأقاليم هي فعل [مهمّة الترقّي] الخاصة بالإقليم, فمثلاً كي يرتقي الشخص من الإقليم الأول [مدينة البداية] إلى الإقليم الثاني [جوول] عليه فقط أن يتحدّث مع بائع بطاقات الإنتقال.

وقد تكون هناك أكثر من طريقة للترقية لنفس الإقليم فلتصل للإقليم الثالث فستحتاج للوصول للمستوى العاشر كـ[مقاتل]... أو أن تجمع الكثير من المال... 
إن فعلت أحد هذين فستحصل على [رسالة] تقول أنه يمكنك الذهاب إلى تلك المنطقة عند تسجيل دخولك القادم.

تصاميم [الأقاليم] مختلفة تماما بين الواحد والآخر, هناك أقاليم عالمها من خيال القرون الوسطى وأقاليم تشبه تماماً العالم الحقيقي.

و [الإقليم] الّذي نتحدّث عنه الآن هو -جوول- الإقليم الثاني.
إنّه عالم خيالي تماماً. بالرغم من شكله المستوحى من روائع الطبيعة الخضراء, فيه بعض الآلات الكهربية هنا وهناك .... فمثلاً هناك حواسيب من طراز تسعينات القرن الماضي ملقاة بين الأعشاب, وهناك أشجار تُثمر أسلاكاً كهربية.... وهناك أيضا ثلّاجة في منتصف الغابة !!


هذا الشيئ الأخير مهم, فبسبب تلك الثلّاجة بدأ كلّ شيئ !!


**كلاششششششششششششششش**
ضرب [Gaid] خصمه [FinDaSnatcher] بكلّ قوّته للمرّة الثالثة على التوالي, لكنّ الشخص الّذي يرتدي ملابس زرقاء لامعة لم يتأثّر كثيرا ولاتزال نقاط حياته أعلى من النصف!!

قال [Gaid] بعنف وهو يلوّح بسيفه
"أنا من عثر على تلك الشوكة, لقد خدعتني!! قلت لي أنّك ستتأكد من قيمتها فقط لذلك أعطيتها لك -"


"همف, يجب أن تتعلّم أنه في هذا العالم -القانون لا يحمي المغفّلين- , ثمّ إنّي وعدتك أنّك لو هزمتني سأعطيها لك, هيّا ألن تهزمني؟"
بدون أيّ إنفعال كان [FinDaSnatcher] يصدّ السيف بذراعه اليمنى ونقاطه تنقص ببطئ شديد !!

"كنت تعلّم أنّك أعلى منّي بسبع مستويات !!"
كاد الشخص الّذي يلوّح بسيفه أن يلعن نظام اللعبة, لكنّه أدرك أنّ المخطئ ليس النظام بل هذا الشخص. بعض الألعاب المتعددة اللاعبين تسمح بالتبليغ عن الغشّاشين, لكنّ هذه اللعبة لا تعتبر ما فعله خصمه من "الغش" وحتّى لو كان كذلك فاللعبة لا تسمح لمن هم دون المستوى 10 بالتبليغ عن أحد.

"لو لم تكن هناك لكنت أنا من فتح الثلّاجة وحصل عليها, لهذا كلّ ما فعلته أنني إستعدت حقّي"
قال [FinDaSnatcher] متذكّرا ما حصل...

في الغابة القريبة من هذا المكان. بالتحديد في الجانب الشرقي من [إقليم] -جوول- توجد ثلّاجة (طراز تسعينيات القرن الماضي). تلك الثلّاجة تجدّد محتوياتها خلال فترات عشوائيّة قد تكون بين الساعة والـ4 ساعات.
حين يفتحها أحد [الاعبين] يمكنه أخذ محتوايتها في تلك اللحظة وتبقى فارغة حتّى الموعد التالي لتجديد المحتويات, محتويات الثلّاجة غالبا [مواد] ذات قيمة منخفضة وربّما [أدوية] لا تكفي لعلاج الإصابات التي تصيبك وأنت تواجه [الوحوش] في الطريق إليها. لكن أحيانا تكون [مادة] نادرة لا يوجد منها في هذا الإقليم....

لهذا السبب [FinDaSnatcher] كان يأتي إلى هناك كلّ يوم و-
"اليوم حين وصلت لأخذ المحتويات وجدتها فارغة, جلست هناك أنتظر وأنتظر لكنّها لم تجدد محتوياتها بعد... حينها وصلت أنت وبمجرّد أن قمتَ بفتح الثلاجة حينما لم أكن منتبها حصلتَ على تلك الـ[مادة] النادرة"

"هذا كان حظّي!! وليس حقّك !!"
ما جعل [Gaid] غاضباً ليس حقيقة أنّه أخذ منه [شوكة القنفذ الأحمر] بل أنّه لايريد الإعتراف أنّها ليست له.
(كيف يمكن أن أفوز عليه؟ مازلت في المستوى الثاني وهو في المستوى التاسع!! وتبقّى في نقاط حياتي 20% فقط, وإن خسرت فلن أستطيع العودة للعبة حتّى الغد)

أدرك أنّه خاسر ...

لكنّ هذا لم يجعله يتوقّف .....

"هياع !!"
"تشاه !!"

في تلك اللحظة قام أحد هذين المقاتلين بتفعيل قدرته الخاصة, و- 
إنتهت المعركة!!



- <Tiger01> قام بتسجيل الدخول -

[RIZMON] :هل رأيتم ذلك؟! أعجبني الجزء الأخير !!

[Tiger01] : سلام!! كنت أريد أن أسأل عن التحدّي في مدينة جوول, ما سببه؟

[Jaa55] : هذا ما كنّا نتحدّث عنه.

[MoogleZX] :اللاعب المخادع FinDaSnatcher أخذ مادّة نادرة من اللاعب الجديد Gaid, فعرض الأخير تحدّي قتالي لإسترجاعها.

[Tiger01] : هل هذا يعني أنّ  FinDaSnatcher لا يزال في مستوى جوول؟

[NewEvil2014] : أنت تتحدّث وكأنّك تعرفه أيّها الجديد !!

[Tiger01] : أه, أنت هنا يا NewEvil2014 ؟ أنا لست جديداً أنا هو USF868 لكنّي ألعب "لعبة جديدة" بهذا الإسم مؤقتاً... 

[RIZMON] :مؤقتاً؟! هل إنزعجت من النظام الّذي يمنعك من تسجيل الدخول لمدّة 24 ساعة بعد [الموت]؟

[NewEvil2014] : النظام يعتمد على الحمض النووي لتسجيل الدخول, إن مات في لعبة فلن يستطيع تسجيل الدخول في لعبة أخرى !!

[Tiger01] : نعم يا أخي !! أنا هنا لأسباب أخرى

[Jaa55] : هذا ممل, سلام .
- <Jaa55> قام بتسجيل الخروج -

[MoogleZX] : إلى اللقاء أيضا ~~~
- <MoogleZX> قام بتسجيل الخروج -

[Tiger01] : نسيت أن أسأل من فاز؟ هل هو FinDaSnatcher أم Gaid ؟

- <RIZMON> قام بتسجيل الخروج -

[Tiger01] : إن كان لا يزال أحد هنا فأجب عن سؤالي !!!

- <NewEvil2014> قام بتسجيل الخروج -

[Tiger01] : .....

[Tiger01] : يا أخي .... لو كانت هذه لعبة لتركها اللاعب قبل أن تبدأ !!

[Tiger01] : إن فعلت هذا بي مرّة أخرى, NewEvil2014 سأجلعك تندم !!!
- <Tiger01> قام بتسجيل الخروج -



أمام باب أحد المباني.
كان على المبنى شعار [بوّابة عالم الألعاب الإفتراضي] بأحرف مزخرفة.

إنّه فرع جديد لـ"عالم الألعاب الإفتراضي" تمّ إفتتاحه في "زناته" (أحد مناطق طرابلس في ليبيا) صباح هذا اليوم, وكان الإفتتاح ناجحاً وإمتلأت كلّ [مقاعد اللعب] بسبب "دعاية" التخفيض 50% لكلّ من يلعب في أوّل يوم !!

الآن خرج  منه زكرياء رزقان, فتى في الثانوية في العالم الحقيقي و [مستكشف] يحمل إسم RIZMON في العالم الإفتراضي ...و كان يحمل في يده جهاز ألعاب مشهوراً بين فتية هذا الجيل.
كان مكتوباً على الجهاز الحروف الإنجليزية PGP التي هي إختصار لـ[مشغّل ألعاب شخصي] Personal Game Player.

قال بصوت خافت متذكّرا إسم لاعب من تلك اللعبة
" النمر... هاه...."
قبض على جهاز الألعاب بيده, وقرّر أن يذهب للمنزل ليصل إليه قبل والده الّذي يعمل في الأمن.

قبل أيّام قليلة لم يكن زكرياء يملك جهاز الألعاب هذا, بل كان يظنّ إمتلاكه نوعاً من الغباء. لكنّ أحدهم عرّفه بـ[العالم الإفتراضي] المسمّى PGP World الّذي أعجبه كثيرا.. وأحد متطلّبات الدخول إليه هو إمتلاك جهاز الـPGP.

وهو يشتريه لم يخجل هذا الفتى أن يقول -
(طريقتهم في التسويق شرّيرة)

ذلك العالم الإفتراضي المسمّى PGP World كان يتطوّر بإستمرار, فـ MONI تُعلن كلّ بضع أسابيع  عن صدور [إقليم] جديد دون التعريف بطريقة الوصول إليه, هدف [اللاعبين] المستكشفين هو إكتشاف متطلّبات ذلك الإقليم و الشخصيّات الّتي تعيش هناك ثمّ إعطاء المعلومات لباقي اللاعبين مقابل المال (في اللعبة) أو [نقاط الشهرة].

حبّ إكتشاف الجديد والمجهول, هو ما جعل "زكرياء رزقان" يشترك كـ[مستكشف].

هذا الفتى الّذي يطمح بإستكشاف كلّ هذا العالم. لم يكن يعلم أنّه كان هناك منطقة سرّية مسجّلة في [الكود البرمجي] لهذا العالم لكنها ليست بين [الأقاليم].

ذلك المكان السرّي كان ينتظر شخصاً...

و حين سيدخل إليه "ذلك الشخص", سوف تبدأ الحكاية....


------------------


شكراً جزيلاً على القراءة ووصولك إلى هنا...


أسلوب هذا الفصل يختلف عن أي قصة أخرى كتبتها فما رأيك به؟ وهل تظن إستخدامي للكلمات الإنجليزية بهذه الطريقة أمر إيجابي أم سلبي؟ وماذا عن وضع المصطلحات بين الأقواس؟

أتمنى رؤية آرائكم

1 التعليقات:

الخميس، 5 مارس 2015

مع الجد في كوخ غريب (قصة قصيرة)


السلام عليكم


هذه قصّة قصيرة أخرى كتبتها في الفترة بينما كتبت الفتى النمر.

*القصة مجرد فكرة أساسية لا باقي لها حاليا*

ولد إستيقظ في كوخ و كان أول ما سمع : مرحبا بك في عالم الأموات
أي كوخ هذا؟ وأي عالم؟


*) مع الجد في كوخ غريب :


استيقظت .....
على صوت الكرسي المتأرجح الموجود في احد زوايا الكوخ.
وجدت نفسي مغطى بلحاف أحمر اللون.

نظرت نعساناً إلى موقد نيران المدخنة المقابلة لي، كانت النار في الموقد ضعيفة فقررت قبل أن أعود للنوم أن أنعشها ببعض الحطب.

أزحتُ من فوقي الغطاء، وهممت بملئ المدخنة بالحطب حين فكرت ولاأزال أشعر بالنعاس
“منذ متى لدينا مِدخنة؟"

لم أبالي كثيرا ووجدت قطعة حطب واحدة قرب الموقد نظرت في أرجاء الكوخ لعلي أجد ما يمكن أن أضعه في الموقد وتسائلت
(منذ متى لدينا كوخ؟)

وكيف وصلت الى هنا أصلا؟

هنا اختفى نُعاسي تماما.

أعيش في احدى بلاد الشرق الأوسط حيث لاتوجد أكواخ في المدن الكبيرة، وبسبب المناخ حتى أكواخ الضواحي لا تحتوي علي مداخن.



صدر صوت من جهة الكرسي المتأرجح، كان الصوت يشبه كثيرا صوت جدي رحمه الله.
"اهلا بك في عالم الأموات"

توقف كل شيء من حولي وحدقت في الشخص الجالس على الكرسي المتأرجح.
"ج جدي؟"

جدي الذي يفترض انه قد مات قبل سنين جالس بقربي في كوخ لا أذكر كيف ومتى دخلت إليه. في وقت آخر لم اكن لأصدق ما يحصل الآن ولكن، وكأن المنطق اختفى سرت مع التيار وردّد
"ماذا تعني... بعالم.. الأموات؟"

ابتسم جدي وقال
"ألا تذكر؟ ألم تكن في نائما في بيتك حين إنهار السقف؟"

"انهار السقف؟ لكن كيف لا أزال حيـ -"

"تذكر ما قُلته، أهلا بك في عالم الأموات"

أهذا يعني بأني قد مت؟
كيف يمكن هذا؟
اين القبر؟
لماذا لم أشعر بالألم ان كان قد انهار السقف علي؟
ولماذا أنا في مكان بائس، كوخ يحتوي مِدخنة يكاد ينطفئ لهبها بدل مكان لامثيل له في الحياة الدنيا؟

هذا غير منطقي على الإطلاق.
انا لا أزال قطعة واحدة حتى بعد حوالي بسقوط سقف المنزل علي.

أن يرحب بي جدي في عالم الأموات.

ويال البؤس أن تكون نهايتي بلا معنى بأن يسقط على سقف المنزل فأموت قبل أن أتألم.

لم أبعد بصري عنه لحظة واحدة...
"جدي، ان كنت تعلم, هل أنا الوحيد الذي مات؟ ماذا عن أمي؟"

لاحظت تحول ابتسامته من ابتسامة فرح الى ابتسامة سخرية واستطعت سماع صوت نيران المدخنة تأكل الحطب وهو يقول : "ممتع"

لم أفهم ما يقصده

"عرفت أن الحديث معك سيكون ممتعا"

(هذا لا يجيب على سؤالي)
أردت أن أقول هذا لكنه تابع

"هل صدقت حقا أنك مت؟ كنت أمزح"

هاه؟ هل كان جدي يحب المزاح؟
مع ذلك لقد ارتحت، لم يكن الحديث عن الموت منطقيا منذ البداية.

"تمزح؟ هذا كذب وليس مزاحا!! لكن كيف وصلت إلى هنا؟هل اختطفتني؟ ثم ألست ميتا يا جدي؟ كيف -"

"يا ولد تعلّم أن تسأل سؤالا واحدا في كل مرة، ذاكرتي لم تعد كالسابق"

"حسنا، لما-"

"قبل أن تجد نفسك هنا، ماذا تذكر؟"

"ماذا أذكر؟ كنت غاضبا من زميلي في المدرسة، عدت متأخرا للبيت، ولم أتحدث مع أحد حتى نمت"

"بالضبط، هل تعرف ما حصل وأنت نائم؟"

(وكيف لي أن أعرف؟ كنت نائما أيها الـ -)
رأيته يحدق بي بلهفة فقررت الرد
"ماذا؟ إنهار السقف؟"

"ألم أخبرنك أني أمزح؟ في الواقع جاء مجرم وأخذ والديك رهينة كي لا يقبض عليه رجال الشرطة، لم يكن يدري بوجودك وحين استيقظت وأردت قول شيء لأمك وجدته أمامك، فحمل الس-"

"مهلا لحظة!!"

"لا تقاطعني يا ولد! لقد وصلت للجزء الجيد للتو، حين قتلك بالسكّين"

"كيف لا أذكر هذا-، وألم تقل أني لست ميتا ؟"

"لا لم أقل، قلت فقط أني كنت أمزح"

هذا جنون كبير، تارة يقنعني أني حي وتارة ميت.
"حسنا!! اذا كيف وصلتُ إلى هنا؟"

"أتريد الحقيقة؟"

"بدون مزاح"
مزاحه كذب.

"اذا الحقيقة، ها؟" قال وابتسامته صارت أكثر سخرية
"أنت تحلم"

"انا أحلم؟ لست ميتا؟"

"وأنا أزورك في حلمك"

"تزوني.... في حلمي؟"

حين انتبهت رأيته قد وقف من جلسته على الكرسي المتأرجح ومشى ببطئ إلى جهة باب الكوخ.
سمعته يتكلم
"لقد أردت أن أرى 'جميل' الصغير مرة أخرى لهذا السبب زرتك في حلمك"

"اذا يمكنك حقا زيارتي في حلمي؟"
سمعت أن الموتى يمكنهم زيارة أقربائهم في الأحلام.

قلت سائلا إياه وانا انظر لإبتسامته الساخرة وهو يمشي إلى الباب
"جدي، كيف هو الموت؟"

قال الرجل العجوز بعد ان اختفت ابتسامته تماما
"لا أدري"

(لا يعرف كيف يصفه؟)

لكن ما قاله شيئ لم اتوقعه
"لأنني لست ميّتا ولست جدك"

"لا تمزح يا جدي!! لماذا سيزورني شخص لا أعرفه في الحلم"

صدر صوت خشن من جهة باب الكوخ، جدي قام بفتحه ولم تمضي ثانية واحدة حتى صار المكان مثلجا، وأطفأت الريح التي دخلت نيران المدخنة.
(هناك عاصفة ثلجية في الخارج، مع ذلك لا أشعر بالبرد انا حقا أحلم)

نظرت اليه...إنه مثلي لا يشعر بالبرد.

"أنا لست غريبا عنك، انت تعرفني وانا أعرفك، بل أعرف كل شيئ عنك حتى الأشياء التي لا تعرفها عن نفسك"
قال وتعابير وجهه جامدة مثل الجبال الثلجية في الخارج.

"لقد أتيت من هناك“
قال مشيرا إلى العاصفة الثلجية، لا بل كان يقصد الخارج وليس العاصفة نفسها.
"ان اردت أن تعرف من أنا، فإلحق بي“

خرج من الكوخ ودخل الى العاصفة واختفى عن نظري لكني سمعت صوته يقول بكل وضوح يقول لي

""جميل",,, سأزورك مجددا"

حينها صار لون الكوخ يتغير، مرة يحمر كل شيئ او يخضر او يزرق وانا أسمع أصوات مختلفة تنادي اسمي

"جميل"
"جميل"
"جميل استيقظ "

إستيقظت على صوت أمي ....

فتحت عيني ورفعت عني الفراش،
كان ذلك حلما حقا،،

لكن ....

هل كان ذلك العجوز حقيقيا؟
وان لم يكن جدي، فمن يكون؟
قال أني أعرفه؟
وما كل ذلك الحديث عن الموت؟
ربما يجب ان أكون شاكرا أني مازلت على قيد الحياة؟

أغلقت في ذهني على هذه الأفكار وقررت ان اتصالح مع صديقي حين ألتقي به في المدرسة..

ولم أتذكر ذلك الحلم حتى زارني ذلك الشخص مرة ثانية ....
لكن ذلك، قصة أخرى.


[النهاية]
------------------



أرجو أنّكم استمتعتم بها... مع العلم أنها بلا باقي حاليّا ...
لدي أفكار لباقي لها لكنها مجرد أفكار غير جيّدة بل متفرّقة و تحتاج لربط جيد بينها

والآن ...
السلام عليكم حتّى لقاء جديد !!



1 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates