الأربعاء، 14 يونيو 2017

تصادم ضد الفساد (مشهد قصير)


السلام عليكم


هذه ليست قصّة قصيرة بل مجرّد مشهد بلا بداية ولا نهاية.

لكن عندما نشرته على الإنترنت من قبل... وجدت تعليقات أفضل من التعليقات على قصصي القصيرة. أظن أنه حقا مشهد يدعوا للتفكير !!

"أحياناً كرهنا للفساد يصنع فساداً أكثر منه"

بمالمناسبة الصورة التي فوق من جوجل وهي ملك لصاحبها الأصلي, لو كنت رسّاماً وتريد رسم غلاف لهذه القصة إتصل بي ساكون سعيداً بتغييرها إلى رسمتك أنت.


*) تصادم ضد الفساد :


بعد إيجاد مكان السلاح المدمر الّذي تركته الحضارة القديمة... قامت منظمة القمر المظلم بالذهاب إلى هناك. لكنني كنت أطاردهم في ذلك الوقت واستطعت التسلل إلى المكان... وعندما قاموا بإكتشافي قمت بمواجهة العديد من الحرس الّذين تغلبت عليهم بسهولة..., ثم واجهت صعوبة مع أحد القادة لكنني هزمته في النهاية. 

"لم يبقى إلا زعيم المنظمة"

لكن عندما إلتقيت به في الغرفة التي تحوي السلاح. وجدت شيئاَ لم أكن مستعداً له على الإطلاق
"زعيم القمر المظلم... هو أنت؟"

إبتسم الزعيم بسخرية وهو يلتفت إليّ قائلاً
"ما بك يا أبي؟.. هل أنت مصدوم لهذه الدرجة؟"

نظرت إليه غير قادر على الكلام, كل هذا الوقت. كنت أواجه ابني؟
"لـ...لماذا...؟"

قال بتعابير الملل وهو يحرك يده بهدوء ممسكاً مفتاح السلاح بين أصابعه
"... هل تجد هذا الأمر غريباً؟ بعد كل شيء.. أنت من علمتني هذا"

قلت بصوت يائس والشعور بالخيانة يغمرني
"أنا لم أعلمك شيئاً من هذا!! تدمير العالم؟ هذا هو الشيء الوحيد الّذي يمكن أن يجلبه هذا السلاح"

فقال 

"لا يا أبي..."
نظر إلي بإبتسامة تحدي
"أنت الّذي علمتني أنه عندما أرى شيئا خاطئاً عليّ إصلاحه!! هذا ما فعلته طوال حياتي ومازلت أفعله"

فقلت له 

"ليس هناك إصلاح في استخدام هذا السلاح!! لن يجلب سوى الدمار للبشرية"
"بالطبع..."
فقال بعد أن اختفت الإبتسماة على وجهه
"على البشر أن يموتوا جميعاً..."
"..."
قال متجاهلا لي وتعلو وجهه تعابير عرفتها عنه منذ أن كان صغيراً
"الحكومات الفاسدة, الأشرار في كل مكان... كل شخص يستخدم القوة من أجل نفسه, حتى أنت وأنا وكل الناس.. هناك ما يكفي من الفساد في البشرية لتستحق أن تدمّر كلها"
عباراته صدت قلبي مثل الصاعقة, لم أتخيل أن جنونه وصل به لهذا الحد
"تريد قتل نفسك أيضاً؟ هل جننت...؟"
قال 
"فكّر في الأمر يا أبي!! ألم تعلمني أنّ كل من يستخدم القوة لأسباب شخصية لا يستحقها... عندما أقوم بإبادة البشرية لن أكون أفضل منهم لذا أنا أيضاً أستحق الموت"

"إن كنت تظن هذا حقاً..."
قلت وأنا أستعد للقتال
"سأوقفك !!"

فقال وهو يجهّز نفسه للقتال أيضاً
"هذا مؤسف يا أبي.. كنت أريد أن تنضم إليّ... أعرف أنك ضقت ذرعاً بهذا العالم.. أعرف أنك فشلت مرّة تلو الأخرى بإصلاح البشرية !! أعرف أنّك فكّرت أنه سيكون الأفضل إن لم نكن موجودين... لكن طبيعتك المتساهلة هي ما منعتك من فعل ما أفعله"

قلت وأنا أتجّه نحوه مجهّزاً قبضتي النّارية
"أنت مخطئ !!.. "

بالطبع كل ما قاله صحيح بإستثناء الجزء الأخير
"لن أتخلى أبداً عن البشرية, لأنني مازلت أملك الأمل!! مهما كان الإصلاح صعباً.. مهما كان الفساد كبيراً.. طالما هناك أشخاص أبرياء وجيدون هناك دائما أمل بإنتهاء الفساد !!"

ثم تصادمت هجماتنا.. وعلا صدى القتال في أرجاء المكان...
لقد ربيت ابني ليكون رمزاً للإصلاح... هذا ما عملت عليه أنا وزوجتي طوال حياتنا.. لكن في النهاية صنعنا وحشاً آخر من وحوش هذا العالم الفاسد..

لكن مازال لدي أمل بابني...
أعرف أنّه سيفيق ويهتدي إلى طريق الإصلاح الحقيقي...
أما الآن -

هذا الفتى يحتاج للتربية من جديد....


[النهاية...؟]
------------------



في نظري ككاتب له إنه مشهد قصير ومعبّر.....

أظن أن الشخصيتين هنا يمثّلان نوعين من مواجهة الفساد. النوع الّذي يسعى لتجنّب الفساد بتغيير الناس, والنوع الّذي يسعى لإبادة الفساد ومصدره حتى لو كان الناس. كل من النوعين موجود بكثرة في الحياة الواقعية..
والمؤسف أن بعضهم هو سبب الفساد في عالمنا هذا.

بعد كتابة المشهد رأيت الكثير من الفجوات فيه.. فأنا لم أفكّر ما ذلك السلاح ولا كيف يعمل, وأيضاً لماذا قرر زعيم المنظمة قتال والده إن كان يستطيع إستعمال السلاح بدل ذلك للقضاء عليه؟ إلا لو كان السلاح يحتاج لوقت طويل للتشغيل وعرف أنه لن يتمكن من فعل ذلك طالما هو في قتال؟ او ربما هو لايزال يحب والده ولا يريد القضاء عليه بعد؟ همممم.....

لكن هذا ليس المهم في القصة. المهم أن هناك أباً ربّى ابنه على إصلاح الفساد ونجح الأمر أكثر مما كان يتوقع وصار عليه إصلاح ما أفسده.

في النهاية ... السلام عليكم حتّى قصة جديدة!!

1 التعليقات:

الأحد، 11 يونيو 2017

هل تريد أن تصير مؤلف مانغا؟ ما يجب أن تعرفه قبل البحث عن رسام



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الكثير منّا لديه قصص في ذهنه ربما يتخيلها كل يوم،  ولو كنت تتابع الأنمي و/أو المانغا اليابانية ربما فكّرت يوماً "أستطيع تأليف مثل هذا أو أفضل." ثم بدأت رحلتك في تأليف القصص التي تنافس بقوة قصص الأنميات المعروفة ويوماً ما ستحوّلها إلى مانغا.

معظم المانغاكا (صانعي المانغا) في اليابان يؤلفون ويرسمون قصصهم بنفسهم، وهذا يدفع معظم المؤلفين العرب لتعلم الرسم (وهو أمر قابل للتعلم.) ولكن هناك مانغاكا يحترفون أحد المهارتين الأساسيتين: الرسم أو التأليف. وهذا ليس عيباً فالتخصص في شيء حتى تحترفه قد يكون أفضل بكثير من أن تكون في مستوى متوسط في كل منهما.

كتبت هذا الموضوع لإعطاء نصائح لمؤلفي المانغا الجدد وربما تفيد القدامى.

هذه النصائح مبنية على تجاربي وتجارب الآخرين كمؤلفي/رسّامي مانغا, ومعظمها أشياء تعلمناها من الفشل وليس من النجاح.

في الموضوع إفترضت أنك تريد جانب التأليف وحده وليس الرسم. وركّزت على جانب "كاتب القصة" أكثر من "القصة" نفسها. إذاً هل أنت مستعد؟ لنبدأ !!

لو كنت تريد أن تصير مؤلف ولم تتابع أنمي أو مانغا BAKUMAN فإفعل ذلك الآن!!

أولاً: لماذا تريد أن تصير "مؤلف" ؟

السؤال هنا ليس "لماذا قررت أن تصير مانغاكا؟"... بل لماذا قررت أن تصير "مؤلف" وليس "مؤلف ورسّام."
أظن أن إجابة هذا السؤال هي أهم شيء قبل أن تبدأ البحث عن رسّام.

هل قررت أن تصير مؤلف لتطوير مهارتك في التأليف ورأيت أن إمضاء الوقت في الرسم سيقلل من الوقت لتطوير تأليفك؟ هل قررت أن تصير مؤلف لأن لديك مؤلفات سابقة وقررت أن تدخل على تأليف المانغا هذه المرة؟ أم قررت أن تصير مؤلف لأنّك جرّبت الرسم وفشلت ثمّ جرّبت التأليف فوجدت أنّك جيد فيه؟

لو كنت أقرب للحالة الأولى أو الثانية فتجاوز هذه الفقرة.

ولكن لو كنت أقرب للحالة الأخيرة فدعني أقول لك: أنت لست جيّداً في التأليف بعد!

من السهل جداً على الرسّام أن يحدد أخطاءه بنفسه، لأنه يحتاج للعين فقط. ولكن من الصعب جداً على المؤلف أن يفعل ذلك لقصصه لأن عقله لايرى القصة على حقيقتها بل يستخدم الخيال لملئ الفجوات التي في القصة، وتلك الفجوات لن تظهر إلا لشخص لا يعرف تلك القصة أو في حالتك صاحب القصة، كان يعرفها ونساها.

إذا حاولت تحديد عيوبك في التأليف فستثبت فقط لنفسك أنها معدومة أو قليلة، مع أنه في الحقيقة قصصك مليئة بالعيوب !!

معظم المؤلفين المبتدئين يتخيلون قصة رائعة جداً ربما تكون أفضل من أفضل أنمي في التاريخ لكنها في الحقيقة قصة عادية. وتبدو رائعة لسببين فهي "تناسب ذوقه تماماً لأنه هو من ألّفها" وهي "تحل عيوب الكثير من القصص التي قرأها أو شاهدها في حياته." المشكلة هنا أن ذوقه لا يهم القرّاء وأنه عندما حل كل تلك العيوب صنع عيوباً جديدة ولم يلاحظها بعد.


هكذا هي الحالة العامّة. الشخص ليس جيّداً في التأليف حتى يؤلف كثيراً ليصير جيّداً فيه! ولا تتوقع أنّك إستثناء، لأن معظم من يتوقعون أنهم إستثناء ليسوا كذلك.

وأخيراً... تعلم التأليف ليس أسهل من تعلم الرسم (خصوصاً من الصفر!) القصة والرسم بنفس الأهمية في المانغا (أو أهمية متقاربة) ولكن التأليف الحقيقي بالنسبة لشخص لا يجيده عمل يتطلب الكثير من المطالعة في أمور مختلفة والكثير من النقد. مثل الرسم الّذي يحتاج للممارسة الكثيرة ليجيده.


ولا! إن كانت خبرتك الوحيدة في التأليف هي الخيال وليس الكتابة. فهذا يعني أنك تتعلمه حقاً من الصفر!


ثانياً: هل أنت "مؤلف" حقاً ؟

كم قصة كتبت؟

وأعني ذلك حقاً...لا تستغرب من السؤال, ليس كم قصة ألّفت/تخيلت؟ بل كم قصة كتبت؟ وعندما أقول قصة لا أقصد الملخص (كما سترى في الأسفل) بل أعني قصة كاملة (أو على الأقل فصل كامل) بكل التفاصيل.

المؤلف ليس الشخص الّذي يتخيل القصص, المؤلف هو الّذي يكتبها. لو كان تخيل القصص يجعلك مؤلف فربما يكون كل الناس في العالم مؤلفين!! 
هناك طريقتان لكتابة القصة لتتحول إلى مانغا ستجدهما في أسفل الموضوع.

عندما تبحث عن رسّام أحد الأسئلة الأولى التي تسألها "هل تريني بعض أعمالك؟" لذا من الطبيعي أن يسألك الرسّام "هل تريني بعض أعمالك؟"... الأعمال التي يجب أن تريه إياها يجب أن لا تكون ملخصات لأنك تريد إبراز مهارتك وليس أفكارك. ولو كنت خائفاً من السرقة؟ يجب أن لا تكون القصة الرئيسية الخاصة بك بل قصص جانبية. كلما كان عددها أكبر كلما كان افضل !!


وأيضاً... هل أنت مؤلف حقا؟ هل أنت مستعد للتضحية من أجل قصتك؟

هل أنت مستعد أن تسهر عليها الليالي؟ هل أنت مستعد أن تغيّر جزء منها لجعلها أفضل؟ وهل أنت مستعد للتضحية ببعض أفكارك كي تتحول القصة من مكتوبة إلى مرسومة؟

لو كنت تؤلف من أجل أن تتحول قصتك إلى مانغا حقاً ومستعد لمواجهة العقبات؟ فهذا الموضوع سيساعدك في معرفة العقبات التي ستواجهها.


لو كان التأليف بالنسبة لك هواية ؟... هذا رائع! إستمر! العالم يحتاج لمؤلفين أكثر حتى لو كانت هواية فقط بالنسبة لهم. ولكن لا تبحث عن رسّام... لأنه لا أحد يحب إضاعة وقته من أجل هواية شخص آخر! وكما سترى في الأسفل: الرسّامون الّذين يريدون التعاون يأخذون الأمر بجدّية.



ثالثاً: إقرأ.. إقرأ... أقرأ !

الحمد لله الّذي جعل هذه أول آية تنزل في القرآن...
"إقرأ" هي أهم نصيحة يمكنك إعطاؤها للمؤلف.

هناك سلاحان مهمّان للمؤلف: الخيال والكلمات.
وأفضل طريقة لتغذية عقل المؤلف بأفكار جديدة ليتخيل منها. وكلمات جديدة ليستعملها هي القراءة.

كلما قرات أكثر كلما صارت الكلمات تنبع في رأسك بدل الأفكار. وبالنسبة للمؤلف هذا أفضل.

بالطبع على مؤلف المانغا أن يقرأ المانغا (بالكثير من التصنيفات.) ولكن لو قرأ المانغا فقط (أو أسوأ: مانغا واحدة فقط) فسوف يبدو كل ما يؤلفه مسروق من المانغا الاخرى. لذا على المؤلف أن يقرأ الروايات, يشاهد الأفلام, يستكشف الطبيعة, ويبحث عن المعلومات. كل شيء يمكن إعتباره مصدر إلهام.

ولكن حين القراءة الأفضل هو القراءة من أشخاص يفوقونك مستوى، كان ذلك في أسلوب الكتابة أو عمق الخيال أو كثرة المعرفة. لذا أقترح قراءة الكتب القديمة مثل الروايات المترجمة في الثمانينات والتسعينات (في نظري إنها الأفضل في أسلوب السرد) ويمكنك إيجادها ككتب إلكترونية مجّانية على الإنترنت.

قراءة تعليقات الناس ومواضيعهم في مواقع التواصل الإجتماعي ليست كافية.




رابعاً: وقت الكتابة - القصة الحقيقية × الملخص

هناك طريقتان لكتابة القصة لتتحول إلى مانغا

الأولى: أن ترسم لوحة القصة بنفسك ثم تعطيها للرسّام ليعيد رسم الشخصيات والخلفيات بشكل أفضل منك. لن أتحدث عن هذه الطريقة في هذا الموضوع، لأنها تحتاج موضوع خاص بها ولأنها تحتاج لخبرة في المانغا تتوفر عادة في الرسّام أكثر من المؤلف.

الثانية: أن تكتب القصة على هيئة رواية. والأفضل نشرها كرواية على الإنترنت أو دار نشر، إن كانت لديك قدرة للحفاظ على الحقوق (أو كنت لا تخاف السرقة) وكلما كانت التفاصيل أكثر كلما كان أفضل.

قد تظن أن نشر القصة كرواية فكرة سيئة لأنها ستحرق المانغا على القارئ. ربما يكون هذا صحيحاً لذا إفعل ما تراه مناسباً، ولكن البعض من الّذين سيقرأون الرواية سيتابعون المانغا أيضاً وحتى لو لم يقرأوها سيدعمونها لأنهم أحبّوا الرواية.

لكن في الحالتين لا تكتبها كملخص إلا لو كنت تريد إخبار شخص عنها بسرعة. النسخة اللتي تكتبها من القصة يجب ان لا تكون مجرد مخلص لها.

والآن.. ما هو الملخص؟

الملخص سيكون شيء مثل:
"ثم يقوم البطل بسحب السيف الأسطوري من الصخرة, ويقول له صديقه كيف فعلتها؟ فيرد عليه أنه خرج وحده..ثم يذهبون إلى منطقة زعيم الأشرار ويقابلون أحد أتباعه...." وهكذا...

أما القصة الحقيقية فستكون مثل:

"ثم وقف ريزر أمام السيف الأحمر بلون الدم. في الماضي حاول الكثيرون سحب هذا السيف لكنّهم لم يستطيعوا.
ريزر الّذي أحسّ بهيبة السيف شعر بأنه يطلب منه سحبه.
بكل ما لديه من عزيمة, وضع يده على السيف وسحب بكّل قوّته.. فخرج السيف بسهولة مما جعل ريزر يندفع للخلف بعد القوة الزائدة التي إستخدمها.
وبينما كان ريزر لايزال مذهولاً والسيف في يده اليمنى. سمع صديقه ستارز يقول بصدمة فيها لمحة من السعادة "كيف فعلت ذلك؟"
فينظر ريزر بينه وبين السيف الّذي في يده. عيونه مليئة بالدهشة ثمّ رفع السيف متأمّلاً وقال "لا أدري.. لقد خرج وحده"
" وهكذا....

هل لاحظت الفرق؟ 

الملخص لا يعبر على مهارة الكاتب بل يعبّر فقط عن قوة الفكرة، ونادراً ما تكون هناك فكرة قوية بحد ذاتها تعوّض على كتابتها بأسلوب سيء. بل حتى الفكرة القوية ستبدو أقوى بالأسلوب الجيّد.

الملخص لا يجعلك تبدو كمؤلف بالنسبة للناس بل كشخص ذو خيال واسع. وعندما تريد أن تبحث عن رسّام أنت تحتاج لإثبات مهارتك في تأليف أي قصة قبل إثبات جودة قصتك.

قراءة الملخص ليست ممتعة ولا تحفّز الخيال. حتى أنت حين ستقرأ ملخصك بعد أشهر أو سنوات لن تتخيله بنصف القوة التي تخيلتها حين كتابتك له. أما القصة الحقيقية ستجعل القارئ يشعر أنه مع الشخصيات والرسّام سيشعر برغبة في رسمها.

قد تظن أن قراءة الملخص أسهل على الرسّام من قراءة قصة طويلة. لكن على العكس، الملخص لا يحوي تفاصيل كافية ليعرف الرسّام ما تقصده كمؤلف ولو حاول الرسّام أن يرسم منه سيبذل جهد أكبر في ملئ الفجوات بخياله مما قد يجعله يرسم شيئاً مختلفاً كثيراً عمّا تريده أنت. في الحقيقة لو أردت كتابة رواية لتتحول إلى مانغا فيجب أن تحوي تفاصيل أكثر من الروايات العادية. يجب أن تحوي وصف دقيق للأماكن والمشاعر والأفعال.


خامساً: لا تتوقع من عملك الأول النجاح لذا ركّز على النقد

معظم المانغاكا في اليابان يؤلفون منذ أن كانوا صغاراً ومع ذلك الأغلبية ينشرون أول عمل لهم وهم في العشرينات من العمر. لقد عاشوا في عالم يشجّعهم على الرسم والتأليف. ومع ذلك الأعمال التي قاموا بتأليفها قبل ذلك العمل كلها لم تكن بالمستوى المطلوب للنشر!

هذا وقد كان عندهم من ينصحهم. المحرر شخص يعرف المستوى المطلوب ويعطيهم نصائح للوصول إليه. إن لم يكن لديهم هذه النصائح لكان معظم المانغاكا ينشرون أعمال سيئة.

ما أقصده هو: لا تتوقع من عملك الأول النجاح.

عندما قمت برسم مغامرات ورد كنت أقارنها بالمانغا الشهيرة ولم أتوقع أنني يمكن أن أؤلف أفضل منها.. الآن إنها تبدو بالنسبة لي ككتلة من العيوب. أظن أن معظم المؤلفين الّذين ظلّوا يؤلفون لسنوات يرون أعمالهم الأولى هكذا.

أعمالك الأولى يفترض أن تكون كسب خبرة. ولكن إن لم تكتب قصصك وتحصل على نقد لها (من غيرك أو من نفسك) فأنت لن تحصل حتّى على هذه الخبرة.

لو أردت أن تصير أفضل وأفضل عليك كتابة أعمالك هذه بإحدى الطريقتين فوق ثم أنشرها!! ولا تبالي إن تم سرقتها. الحصول على النقد أهم 10 مرّات من أي شيء آخر سيحصل للقصة.

اصنع تحديات لنفسك... أكتب قصة في أقل عدد ممكن من الصفحات. تخيّل مشهد بلا بداية ولانهاية وقم بكتابته. أكتب قصص كثيرة وقصيرة (لا تتجاوز الـ20 صفحة مكتوبة.) ثم ضعها في مواقع التواصل الإجتماعي أو موقع مثل wattpad. لو نشرتها في أحد مجتمعات المؤلفين ثم 
طلبت النقد فسوف تحصل عليه.

ثم لا تكن خائفاً من النقد... كل عيب ستكتشفه في قصتك سيجعل قصتك التالية أفضل. 
وأنت في مرحلة ما قبل الحصول على الرسّام تحتاج أن تتطور أكبر قدر ممكن كي تعثر على الرسّام وتثبت له أنك تستحق وقته !!


سادساً: كيف تبحث عن رسّام

في مجتمعات المانغاكا: عدد المؤلفين الّذين يبحثون عن رسّامين أكبر من عدد الرسّامين الّذين يبحثون عن مؤلفين. ولكن عدد الرسّامين الجيّدين أكبر من عدد المؤلفين الجيّدين.

أن تتعلم الرسم بنفسك أسهل من أن تجد رسّام في هذه الأيام.
إن لم تكن رافضاً لتعلم الرسم وإتبعت قواعده يمكنك أن تصير بمستوى لا بأس به خلال 2 إلى 4 سنوات من التدريب (حسب موهبتك وعدد الساعات اليومية.) الرسم شيء يمكن لأي شخص تعلمه حتى لو كان عديم الموهبة في البداية.

لكن لنقل أنك لاتريد تعلم الرسم...

في مجموعة الفيس بوك "المانجاكا العربي" كثر المؤلفون الّذين يعتبرون أنفسهم مؤلفين وهم لا يطبّقون شيئاً مما كتب فوق. حتى تم وضع قانون في المجموعة أن من يطلب رسّام عليه إرفاق ذلك بـقصة قصيرة من كتابته أو سيتم حذف المنشور. أظن أنه قانون ظالم لكنه لم يكن ليوضع من فراغ.


الرسامون هناك سئموا من التعامل مع المؤلفين (المدّعين) حتى صار بعضهم يكره كلمة "مؤلف" في منشور!


معظم الرسّامين العرب الّذين يبحثون عن مؤلفين لديهم قصص خاصة بهم! لم يدخلوا إلى مجال المانغا إلا وهم لديهم أفكار أيضاً. إذاً لماذا يبحثون عن مؤلفين؟

1) بعضهم لا يجيدون ترتيب أفكارهم على شكل مانغا. إن لم تكن تجيد ترتيب أفكارك أيضاً فأنت لا تهم هؤلاء، وكيف سيعرفون أنك تجيد ذلك إن لم يكن لديك أعمال سابقة؟

2) بعضهم لا يجيد حوارات الشخصيات. لكن لو قمت بكتابة ملخص لقصتك فقط فلن يعلموا كم تجيد كتابة حوارات الشخصيات (مثل النقطة 1.) في الحقيقة، أفضل مؤلف لحوارات الشخصيات هو الّذي يعطي كل شخصية أسلوب كلام يجعلك تعرفها من الكلمات وحدها دون رؤيتها. لو أثبتّ للرسام أن لديك هذه المهارة النادرة فلن يتخلّى عنك!!

3) بعضهم يبحث عن قصة قصيرة ليكتسب منها الخبرة كي يصير أفضل عندما يرسم عمله الخاص. عندها يجب أن تكون تلك القصة قصيرة، من صفحتين إلى 20 صفحة. أو مقدار لا يستغرق أكثر من شهرين من الرسّام. لو كانت قصتك طويلة فهؤلاء لن يأتوا إليك.

4) بعضهم يذهب خصيصاً لمؤلف معيّن ويطلب منه أن يؤلف له قصة، لكن هؤلاء يعرفون كيف يختارون. لا يختارون سوى الأشخاص الّذين قرأوا لهم من قبل ووجدوا قصصهم رائعة. شيء يجعلهم يقولون "لا أستطيع تأليف شيء أفضل منه في حياتي." ... هل سيذهب هؤلاء إليك؟

أعرف أكثر من مؤلف يقومون بالنشر المستمر وحصلوا على رسّامين. وأعرف بعض الفرق التي نجحت بسبب الشروط الصعبة التي تم وضعها لأعضائها قبل الإشتراك. ولا أعرف أي فريق تكوّن ونجح من خلال شخص يبحث عن رسام وآخر يبحث عن مؤلف دون أن يعرفوا قدرات بعضهم مسبقاً. (بالطبع نحن لانزال جدد في هذا المجال.)


نصائح لك خلال بحثك عن الرسّام


1) إتبع النصائح التي في هذه الصفحة (كن مؤلف، إقرأ وأكتب روايات) إلا لو وجدت نصائح أفضل منها. لكن لا تعتقد أنك حالة إستثنائية لا تنطبق عليها. ربما تكون ولكن ليس على الأرجح.

2) لا تجعل الإنطباع الأول لأي شخص عنك هو بحثك عن رسّام! شارك في مجتمعات المانغاكا على مواقع التواصل الإجتماعي. أكتب تعليقات بنّاءة. أنشر مواضيع تفيدهم. الرسّام سيقبل مؤلف متوسط يعرف الكثير عنه ولن يقبل مؤلف محترف لا يعرف شيئاً عنه.

3) أكتب بالعربية الفصحى ولا تخطئ إملائياً. قد لا تصدّق ذلك ولكن أي خطأ إملائي تكتبه سينقص من رغبة الرسّام في العمل معك. لا بأس بأن تكتب بعض الكلمات خطأ بسبب قلة التركيز أو خطأ في ضغط زر الكتابة. ولكن تكرار الخطأ نفسه في منشور واحد أو على مدى عدة أيام سجعل الرسّام لا يثق بمهارتك في اللغة. (أنا أحد المذنبين في هذا ومازلت أحسّن إملائي ببطء.

4) لا تفكّر بأن يكون أول عمل لك مع أي رسّام قصة أطول من 30 صفحة. أتمنى أن أقول لك خلاف ذلك ولكن الحقيقة أن الأمر نادراً ما ينجح. بالرغم أن الرسّام العربي العادي يستطيع أن ينهي صفحة في اليوم، ظروف بلداننا وحياتنا ليست مناسبة للرسم كل يوم. وأعتقد أن الأغلبية سيحتاجون 3 أشهر لرسم 30 صفحة.


5) كن متفهًماً ومستعداً للتضحية (الجزء الأخير من الموضوع مبني على هذه النقطة.)

أحد الطرق الناجحة لإنشاء فرق المانغاكا هي الطريقة التي استخدمها موقع المانجاكا العربي في برنامجه الصيفي قبل عامين. وضع شروط صعبة للإنضمام، وقامت الإدارة بإختيار رسّامين ومؤلفين مناسبين لبعضهم (3 رسّامين ومؤلف لكل فريق) عن طريق تحليل أعمالهم السابقة. وقامت الإدارة بمراقبة العمل ومحاولة تسوية الأمور عند حصول خلاف.
الفرق التي نجحت في إكمال عملها كانت 3 من أصل 9 فرق.. وتأخرت في إنجاز ذلك العمل (6 شهور بدلاً من 4 لإنجاز 40 صفحة) ولكن أعمالها نجحت حتى لو لم تحقق الهدف بالوصول للمستوى الياباني، ولم تواجه مشاكل كثيرة. كانت المشكلة الأكبر هي عدم الإلتزام وليس الخلاف فكل شيء واضح من البداية. وفي السنة الثانية من المشروع نجحت 4 فرق من أصل 9. ولكن قصصهم كانت أقصر وتم الإشتراك بها في المسابقة الصامتة.



سابعاً: بعد أن تجد الرسّام

الكثير من فرق الـ"مؤلف/رسّام" رأيتها تكوّنت خلال الـ5 سنوات الماضية، ومعظمها انهارت إنهياراً سيئاً قبل ان ينتهي الفريق من الوصول للصفحة الثالثة من قصتهم.

كل من الطرفين لا يعرف ماذا يتوقّع من الآخر!!
والمؤلف بعد أن يجد الرسّام أخيرأ، عادة هو من يكون السبب في كره الرسّام للمؤلفين. حيث أن معظم المؤلفين لم "يرسموا" مانغا من قبل ولذا لا يعرفون صعوبة ذلك حتّى على الشخص المحترف.


1) إن كنت أنت من بحث عن الرسّام أولاً فهذا يعني أنك أنت من يحتاج إليه أكثر. لذلك عليك أن تبذل جهداً أكثر منه. والجهد الّذي يبذله الرسّام كبير كما سترى في الأسفل. لو طلب منك رسم "لوحة القصة" الأفضل أن تفعل ذلك. وإن لم تكن تعرف كيف؟ الأفضل أن تتعلم ذلك! إذا أخبرك الرسّام أنه لم يفهم جزء معين أو عن علاقة شيء ظهر في بداية القصة بنهايتها، فعليك إعطاءه شرح مفصّل عن ذلك. هذا هو المجهود الّذي عليك أن تبذله.

2) الثقة والتفاهم أهم شيء، فإن لم تستطع التفاهم مع الرسّام في البداية إلا بصعوبة. فستكون علاقتكم صعبة جداً لاحقاً. إن لم تكن لديك ثقة بالرسّام فالأفضل التخلي عن الفريق في أقرب وقت أو الإستعداد لتضحيات أكبر من أجل نجاح العمل.

3) الرسّام لا يعمل لديك بل يعمل معك! صحيح أنك مؤلف القصة ولكنها قصة "الفريق" وليست قصتك وحدك. لو كانت آرائكما متضاربة حول شيء معين عليكم التفاهم. لو قام هو بالتضحية بأحد الأفكار التي يريدها في القصة مرّة. عليك التضحية أنت في مرّة قادمة. من الصعب على الرسّام أن يرسم شيء لا يريد رسمه.


4) الرسّام العادي حتّى في اليابان يحتاج 4 إلى 6 ساعات لرسم صفحة المانغا الواحدة (حسب تفاصيلها ونادراً ما تجد صفحة تكتمل في 3 ساعات حتى من قبل المحترفين.) هناك الكثير من الأمور التي عليه فعلها.. الرسم والتحبيروالمؤثرات... إلخ. إن لم تكن قادراً على الجلوس 4 ساعات متواصلة في فعل شيء واحد كل يوم فلا تتوقع أن يستطيع الرسّام ذلك.

5) هل تدفع له مبلغ مالي؟... لا؟ إذاً لا تأمر الرسّام! ولا تجعله يرسم بسرعة أكبر من الّتي يريدها!! لو إستغرق رسم 30 صفحة 3 أشهر عليك أن تكون شاكراً. لو إستغرق رسمها 6 أشهر؟ ربما عليك أن تكون قلقاً. لكن عليك أن تعلم أن المانغاكا الجديد في اليابان يحصل على أكثر من 27 دولار لكل صفحة يرسمها وهذا أقلّهم راتب (بل المتوسط هو 100$.) والرسّامون العرب يبذلون نفس الجهد مجّاناً.

6) لو كنت تدفع للرسام ليعمل لديك فأشكرك على هذا. فإنّهم يستحقون كل قرش يحصلون عليه. ولكن عليك أن تحدد شروط العمل وطريقة التفاهم من البداية في الحالتين، لو كنت ستطلب منه تعديل الصفحة أكثر من مرّة حتى تصل للجودة المطلوبة فأخبره بذلك قبل أن تشكلا الفريق.


7) إنّ العمل في فريق على الإنترنت يكون عادة أبطأ من عمل الشخص لوحده، إلا لو كان ذلك الفريق يملك إدارة جيّدة وجدول عمل دقيق. ولأنكما مؤلف ورسّام فقط لا أنصح بأن يكون أحدكما تلك الإدارة فيتسلط على الآخر، بل حاولا قبول أن العمل سيكون بطيء.

8) لا تناقش في أعماق القصة طويلاً. هذه نصيحة قدمها لي أحد أعضاء "المانجاكا العربي." عليك مع الرسّام مناقشة الصفحات القليلة التي عليكم رسمها بعد الصفحة الحالية ولا تتحدث عن شيء سيحصل بعد 30 صفحة أو عدة فصول إلا لو كان مهما للصفحات الحالية، عادة لن تنهيا 30 صفحة خلال الشهر القادم وتلك المناقشة ستكون ضياع للوقت فأنتما ستعودان إليها لاحقاً بعد نسيان ما جرى فيها.



أخيراً: نصائح عشوائية

أظن أن الكثير من المؤلفين سيستفيدون من هذه النصائح.

1) لا تخف من السرقة! لا أحد يمكنه أن يكتب قصتك مثلك أنت، وأي شخص يستطيع ذلك لديه ما يكفي من الأفكار كي لا يسرق فكرتك! ولو نشرت قصتك في موقع مناسب (مدونة خاصة أو موقع لنشر القصص) فلا يهمّ من يسرقها فأنت تملك دليل على أنّك نشرتها أولاً.... وأخيراً من يكتب قصة يمكنه أن يكتب أفضل منها !!
"أخاف من السرقة" هي حجّة واهية بالنسبة لي.

2) لا تقلق إن لم تحصل على ردة فعل تجاه قصتك في البداية. لو قمت بنشر قصّتك ولم يعلّق عليها أحد فلا تقلق... هذا طبيعي. القصة المكتوبة تحتاج تركيز أكثر من الصور لقرائتها. هذا يعني أنه لن يقرأها الكثيرون بل حتى محبّوا هذه القصص لا يقرؤونها إلا عندما يملكون وقت فراغ. لذا قد تمضي أيام قبل أن تحصل على أول ردة فعل تجاه قصتك.
ولكن أتعلم ماذا؟ لو كتبت الكثير من القصص ونشرتها في مكان يسهل الوصول إليه. فعلى الأرجح أن القارئ الّذي يصل إلى أحدها ويقرأها فسيقرأ الثانية والثالثة. المؤلف مثل الرسّام يحصل على متابعين دائمين وأتوقّع أن من سيقرؤن القصة سيكونون مخلصين لها ولك طوال الوقت. لا تستسلم!


3) لا تؤلف الكثير من الفصول والفصول! ضع بداية ونهاية لقصتك وأبقي الأحداث بينها مفتوحة. حاول جعلها (في ذهنك) أقصر ما يمكن ثمّ أطول ما يمكن. في الغالب سيكون عليك تقليل عدد الصفحات لأسباب عديدة.

أولاً هذا يثبت انك تستطيع تأليف قصة من فصل واحد. ون-شوت وبالنسبة لبعض المؤلفين هي اصعب من القصة الطويلة والأكثر طلباً من المؤلفين الجدد في اليابان. وثانياً ليس هناك رسّام عربي يملك الوقت لرسم الكثير من الصفحات لأن لديهم مشاغل حياتية أخرى.

حسناً هذا ما لديّ من نصائح، واتمنى انني أفدتكم.

لو قرأت كلّ هذا الموضوع حتى النهاية فشكراً جزيلاً على ذلك.
استغرق الموضوع منّي 3 أيام في التفكير و 8 ساعات من الكتابة... لذا أتمنى أنه كان مفيداً لكم.

هناك الكثير من الأمور التي أردت ذكرها لكنني وجدت الموضوع طال كثيراً. لذا قد أكتب جزء ثاني من الموضوع يركّز أكثر على جانب "القصة" من "كاتب القصة" في التأليف.

أتمنى أن أرى تعليقاتك في الأسفل.

هل توافقني في هذه النصائح؟ أم توافق أشياء وتخالفني في أخرى؟
حتى لو كنت تخالفني في هذه النصائح أتمنى أنها دعتك للتفكير في الأمر.

هل هناك شيء تريد إضافته للموضوع؟.

السلام عليكم
~ وفي أمان الله ~

0 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates