الخميس، 6 نوفمبر 2014

الفتى النمر المشهد 12 : النزيف الأحمر



سلام على الجميع

الفصل الثاني عشر !!
آسف على التأخير, يمكنني القول عن أحداث الفصل أنها غير متوقّعة....

------------------
الأوّل من إبريل حين يلتقي الفتى المهووس بالألعاب والفتى الغامض الذي يجوب المدينة بحثاً عن "شخص" ما.
يكون هذا الزناد للكثير من المشاعر, المغامرة, المرح والإنتقام.

حين تكون "طرابلس" هي الساحة, ستبدأ القصّة !!

------------------
8 , 9 , 10 , 11 , 12 , 13 , 14 , 15 , 16 , 17
------------------

*) الفتى النمر - المشهد الثاني عشر : النزيف الأحمر



"كشرشرشسشررررراااااااااغ"

إنّه صراخ.
إنّه زئير.
إنّه وحش !!

كان يرتدي سترة صفراء بخطوط سوداء, وسروالاً أسود بخطوط صفراء هذا جعله يبدو أشبه بالنمر وهو يجري. أو ربّما النمر الجريح فقد كانت ثيابه ملطّخة بالدم وكذلك الأرض الّتي يجري فوقها تمتلئ ببقع الدم.

كان يجري حافي القديمن بسرعة كبيرة جدّا, لم يكن يتذكّر لكنّه لو قارن سرعته الآن بسرعته قبل يوم أو يومين لوجد نفسه أسرع بكثير بالرغم من أنّه  ينزف الآن.

هذا لايعني أنّه صار أقوى أو أنّ نشاطه قد عاد إليه...
هذا يعني أنّ "لا-وعيا" لم يعد يحمي نفسه بإستخدام 30% فقط من قوّته بل يستخدم قوّته الكاملة وهذا وحده يسرّع نزيفه.

هو الآن غير قادر على التركيز وغير قادر على الإنعطاف السريع, ومع ذلك لا يزال يجري, إنّه محظوظ بمجرّد أنّه يمشي في طريق لا يحتوي على عوائق, فعائق واحد قد يجعـ -

بدون أيّ إنذار تعثّر بأحد الأشياء الصغيرة الملقاة على طريق المشاة, لم يبالي بمعرفة ما ذلك الشيء الّذي تعثّر به ما يهمّه أنّه قد تعثّر.
القوّة الّتي إستخدمها في الجري إرتدّت بشكل مُضاعف عليه.

سقط على بطنه.
ثمّ حاول النهوض لكن كل ما نجح في فعله هو جعل نفسه متّكئاً على ظهره بدل بطنه.

بينما كانت عيونه في إتّجاه السماء, عُمر فقد كلّ قدرته على الحراك, ربّما حاول أن يقول شيئاً لكنّ ما صدر من فمه هو 

"كغغغغغغغغغغغغشششششش"
لم يستطع الشعور بذلك لكن بعض الدم كان عالقاً في حلقه.

بسبب التعب لم يستطع سوى أن يمدّ يديه.

بعد قترة بسيطة رأى الكثير من الهيئات الّتي لم يستطع تحديد إن كانت لرجال أو نساء ينظرون إليه من فوق.
لسبب ما شعر بضيق أكبر حين إختفى من بصره منظر السماء الغير صافية والمليئة بالطائرات بسبب رؤوسهم الّتي تنظر إليه.

الفتى الّذي يرتدي سترة صفراء مخطّطة بالأسود والّتي جعلته يبدو كالنّمر الجريح بسبب تلطّخها بالدم لم يعرف لماذا كانوا يلتفّون حوله.
الدم الذي يخرج منه كثير جدّا, الإنسان العادي كان سيفقد الوعي قبل أن يفقد كلّ هذا الدم وكان سيموت لو لم يحصل على علاج سريع ومع ذلك إستطاع دماغه العمل تحت هذه الظروف.

(هل سأموت؟ -)
لم يكن يفكّر بغضب, ربّما لأنّه لم يعد يستطيع الغضب.

(- و دون أن أنتقم؟)

تذكّر عُمر ذلك الرجل الكبير.

لا يتذكّر عمر كيف بدأ ذلك لكن أولى ذكرياته أنّه كان يعيش معه, الرجل الكبير عامل عُمر مثل إبنه أو حفيده, لا يذكر عُمر كيف كانت حياته قبل ذلك لكنّه لا يعتقد أنّه كان أسعد من كونه مع ذلك الجد أو ربما سيكون أفضل لو ناداه بالأب.
كلّ ذلك إنتهى حين جاء رجل المعطف الأبيض.

(ذلك القاتل, كيف يمكن أن أتركه؟)


عُمر لم يلاحظ هذا حتّى الآن لكن لم يعد هناك وجوه كثيرة أمام بصره وبدلاً من رؤية سماء غير صافية مليئة بالطائرات, رآى جداراً أبيض اللون.

يبدو أنّه فقد الوعي لبضع دقائق نقله أحدهم خلالها لمكان مغلق من دون أن يدرك ذلك.

(هذا المكان مألوف)
لا ليس مألوفاً, رائحة هذا المكان تكاد تصيب عُمر بالغثيان. لكنّه تذكّر الجدار, هناك جدار مماثل لكن أين رآه؟

( "يا أخي" )
تذكّر صوت فتى النظّارة ثمّ أحسّ بألم شديد في رأسه, أراد دعم رأسه بيديه لكن شعر بألم في يده ولم يستطع وضعها على رأسه. بدا وكأنّ يده كان يثبّتها شيئ ما.

الألم كان شديدا.

الألم صار أشدّ.

(ما هـ*ا !! يـ*ـب أن أ*ـتـ*ـم, كـ*ـف)

ثمّ تذكّر..
لم يتذكّر كلّ شيئ ....
لكنّه تذكّر الأمس ...

مهاجمته للرديف الّذي لم يعلم أنّهم هاجموه قبل ذلك.

ضربه ليوسف الّذي لم يعلم أنّه يحاول إنقاذه.

الشيئ الأصفر الّذيذ الّذي لم يعلم أنّه موز معلّب.

الباب الّذي بلا مقبض الّذي لم يعلم كيف يفتحه.

الحمّام الّذي لم يعلم أنّ دخوله ليس كالخروج منه.

الفتى الّذي يقول له "يا أخي" الّذي لم يعلم لماذا يتصرّف معه بلطف.

(ذلك الفتى, لماذا يعاملني هكذا ؟)


ثمّ عرف لماذا يبدو هذا المكان الغير مألوف مألوفاً.
ليس لأنّه كان هنا من قبل لكنّه كان في مكان من هذا النوع.

إسم هذا النوع من الأماكان
"المستشفى".


عادت إلى عُمر حاسّة السمع وفور حصول ذلك.

"قمنا بوضع الضمادات على جراحه, لكنّ فصيلة دمه, لم نستطع تحديدها"

"كيف؟! التكنولوجيا متطوّرة لهذا الحد ولايمكننا علاج شخص واحد؟"

"لا نستطيع إمداده بالدم إن لم نكن متأكّدين من فصيلته, وهذا ليس الشيئ الوحيد الغريب, كاشف الـDNA لايستطيع كشف حمضه النووي"

"لنتّصل بوحدة الأمن 11 هذا هو إختصاصهم"

"فعلنا ذلك, لكنهم ردّوا بأنّهم يدرسون ظاهرة غريبة تمّ إكتشافها قبل ساعتين, هل أتّصل بهم مرّة أخرى وأخبرهم أنّها حالة طارئة؟"

"نعم, يجب أن نخيفهم!! الوضع ليس طارئا وهو لم يفقد مقداراً كافيا من الدم لتكون حياته في خطر لو ظلّ تحت رعايتنا, لكن عمل رجال الأمن هو الحفاظ على أمن المواطنين وليس دراسة الظواهر الغريبة"



لم يسمع عُمر المزيد.

وجد نفسه يتنفّس من جهاز التنفّس الصناعي بالمشفى وحول جلده الكثير من الضمادات...
في السنوات الأخيرة عمليّة إيقاف النزيف وعلاج العروق المصابة لم تعد تأخذ أكثر من بضع ثوان.

لاحظ أنّه ليس حافي القدمين فقط, بل سترته لم تعد موجودة عليه, بالرغم من أنّه لم يحرّك رأسه للأعلى, نظرة لما حوله من زاويته تلك جعلته يرى سترته الّتي لم تعد صالحة للإستعمال.


في تلك اللحظة عاد إلى ذاكرته هدفه الذي جعله في هذه الحال.

(كم مضى من الوقت؟)

(لقد هرب القاتل منّي مرّتين, لو تأخّرت فسيهرب مرّة ثالثة)

نزع جهاز التنفّس من فمه بقوّة.
لم يكن يعرف كيف يمكن أن يخرج من المشفى لكنّه تحرّك بالرغم من ذلك.

لم ينظر حوله لكن لو فعل لوجد أنّه في الحجرة ثلاثة أطبّاء


=> الإنتقال للمشهد التالي

------------------



ومرّة أخرى هرب من العلاج !!
الفصل التالي سيتبع يوسف.... إنتظروه !!

0 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates