الخميس، 6 نوفمبر 2014

الفتى النمر المشهد 14 : الهروب



سلام 

الفصل الرابع عشر !!

آسف على التأخير من جديد


------------------
الأوّل من إبريل حين يلتقي الفتى المهووس بالألعاب والفتى الغامض الذي يجوب المدينة بحثاً عن "شخص" ما.
يكون هذا الزناد للكثير من المشاعر, المغامرة, المرح والإنتقام.

حين تكون "طرابلس" هي الساحة, ستبدأ القصّة !!

------------------
8 , 9 , 10 , 11 , 12 , 13 , 14 , 15 , 16 , 17
------------------

*) الفتى النمر - المشهد الرابع عشر : الهروب



كان ذلك صعباً جدا.
في أحد الغرف المشتركة للمرضى في مستشفى ما كان هنالك فتى تتجه حوله الأنظار, لم يكن أيّ من المرضى يعلم أن إسم الفتى كان عُمر.
ليس سهلاً أن تهرب من مشفى ما حين يكون جسمك العلوي عارياً سوى الضمادات وتكون حافي القدمين.

بدون أنه لم يبالي بنظرات الرجال -الجالسين والمتكئين على الأسرّة- ولا تساؤلاتهم.

حدّق في الباب الّذي بدون مقبض, من الأفضل أن يذهب بسرعة لكنّه لا يعرف طريق الخروج من المشفى.
لو كان في أقوى حالاته لكان التجوال جريا حتّى يجد المخرج سهلاً.

لكنّه ليس مُرهقا فقط بل فقد الكثير من الدم قبل دقائق (في الحقيقة كان ذلك ساعتان أو ثلاث لكنّه لا يدري لأنّه كان فاقدا للوعي), وبالكاد يشعر أنّ أصابع يده اليمنى لاتزال متّصلة بكفّه.

نظر إلى الأسفل, إلى صدره فوجد على الضماد بعض البقع البنّية الّتي لم تكن موجودة حين نهض, جراحه لم تلتئم بعد.
ثمّ نظر إلى يديه, يده اليسرى كانت تحمل سترة صفراء اللون ذات خطوط سوداء, كانت هذه اليد ملونة بالأحمر لكن ليس لأنّها تنزف بل لأنّ السترة ملطّخة بدم كافي لجعلها لا تصلح للستر.

ويده اليمنى مضمّدة بكثافة حتّى أن تحريكها يؤلمه (السبب هو الجراح لكنّه مازال يظنّ أن السبب هو الضمادات) وبالرغم من كثافة الضماد لا تزال الدماء تخرج منها.

هذه كانت درجة سوء حالته.

ومع ذلك, لم يكن يبالي.
(إفترقت عنه دقائق كثيرة, لابدّ أنّ القاتل استطاع الهرب لمدينة أخرى, سأحتاج لكلّ طاقتي لأتمكّن من اللحاق به)
نظر إلى المرضى على الأسرّة في الغرفة الّذين سألوه بضع أسئلة منذ مجيئه ولم يُجب عليها لأنّه لم يبالي بهم.

قال بشكل مُتكبّر:
" أنتم!! ما أقصر طريق لأخرج من هذا المكان؟!"



لم ينتهي من السؤال حتّى وجدهم ينظرون إليه بحيرة و/أو انصدام شديدين, وكأنهم مستغربون أنّه يجيد الكلام, وفي الواقع هذا صحيح فحين لم يبالي بأسئلتهم قبل قليل إعتقدوا أنّه مجنون هارب من قسم الأمراض العقليّة في المشفى.

حاروا كثيراً في الردّ عليه.
بعد أن حدّق بهم وحدّقوا به حتّى الملل, فتح أحدهم فمه ليتكلّم.
...
..
.


[الثاني من إبريل, قبل العصر بنصف ساعّة]

هو الآن خارج المشفى.
هو الآن يرتدي سترته الصفراء, لا أثر لبقع الدم عليها لكن من ينظر إليه عن قرب سيجد أنّ السترة مبلّلة تماما وإرتداؤها هكذا سيؤذيه أكثر من البقاء بدونها.
لكنّ الشيئ الّذي سيجعل من رآه في الداخل يستغرب إذا رآه الآن أنّه لم يعد حافي القدمين لكنّه يرتدي في قدميه شبشب (مجرّد نعل) لا يتماشى مع ما يرتديه.

قبل حوالي عشر دقائق كان في غرفة للمرضى سألهم عن أقصر طريق للخروج لكنّ الوحيد الّذي تكلّم منهم أعطاه معلومات كاذبة عادت به إلى حجرته الّتي إستيقظ فيها.
لقد وجدها خالية من البشر.
نظر من النافذة بسبب الفضول, فرآى أشخاصا يخرجون ويدخلون من/إلى مبنى المستشفى -
(إذا باب الخروج تحت هذه الغرفة).
بإستخدام غريزته إستطاع الخروج دون أن يمسكه أحد.

عُمر لم يكن يعلم أنّه حسب قوّة الأمن في المشفى كانت معجزة أنّه إستطاع الخروج دون أن يعترض طريقه أحد, في الواقع لم يكن مستحيلا أنّ شخصاً ما قد ساعده على الهرب.
لكن لا أحد يعرف عُمر, فلماذا سيساعده أحد؟

قبل أن يخرج تأكّد من غسله لسترته كي لايبقى أي أثر للدم ولا يشكّ به أحد (لم يدرك أنّ ثيابه المبلّلة ستجلب نوعا من الشكوك ليس أقلّ خطورة).
أمّا الشبشب (النعل) فقد سرقه من المسجد المقابل للمستشفى (هناك وجد الكثير منها, تلك الشباشب موضوعة في المسجد بشكل دائم لمساعدة الناس على أداء الوضوء, لذا لن يلاحظ أحد -سوى القائم على المسجد- لو إختفى أحدها)

ببساطة كان مستعدّا للبحث عن القاتل والقضاء عليه.
صرخ صرخة المعركة "هييييييييييياااااااااااااااااااااااااااااااااا!!" وبدأ يجري.

كان مختلفا عن الأمس.
هذه المرّة بالرغم أنّ الغضب هو دافعه, ليس هو ما يحرّكه.
لذا تمكّن من الحراك بحريّة أكبر.
لذا لم يصطدم بأحد من المشاة في الشارع على الرصيف.

إستمرّ بالجري متجاهلا نظرات الناس الّتي تقول
(من هذا الّذي يجري مرتدياً شبشب حمّام؟)
...
..
.


[الثاني من إبريل, بعد وقت صلاة العصر]

ربّما كان ذلك هو السبب.
ربّما لأنّ الغضب ليس ما يحرّكه بعد الآن, إستطاع ملاحظتها.

لكن -
ربّما بعد أن رآها وخزت أشواك من المشاعر الباردة قبله, فعاد إليه الغضب من جديد.

في مكان يُسمّى بسوق الجمعة.
رأى سيّارة زجاجها مكسور ويبدو عليها آثار مسح لبقعة دم صغيرة.

كشّر الفتى الوحش الّذي يرتدي ملابس صفراء عن أنيابه 
(ذلك الشخص في مكان قريب !!)


=> الإنتقال للمشهد التالي

------------------



حسنا... والآن وجد السيّارة.
فهل سيجد صاحبها؟

0 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates