الاثنين، 3 نوفمبر 2014

الفتى النمر المشهد 4 : النهوض


السلام عليكم


الفصل الرابع.
ان شاء الله هذا الفصل كسابقه  مشوّق وحماسيّ ....


------------------
الأوّل من إبريل حين يلتقي الفتى المهووس بالألعاب والفتى الغامض الذي يجوب المدينة بحثاً عن "شخص" ما.
يكون هذا الزناد للكثير من المشاعر, المغامرة, المرح والإنتقام.

حين تكون "طرابلس" هي الساحة, ستبدأ القصّة !!

------------------
1 , 2 , 3 , 4 , 5 , 6 , 7 , 8 , 9 , 10


4.5
------------------


*) الفتى النمر - المشهد الرابع : نهوض 



كانت عيناه مغلقتين.

وكانت الأصوات الّتي تصل الى أذنيه, لا تتحوّل لكلمات يفهمها عقله.
لم يكن هذا لأنّ الأصوات غير واضحة, بل كان السبب هو إرهاقه.

الألم....
هذا ما كان يشعر به مع عدم قدرته على الحراك.

بالرغم أنّ الألم أحيانا يأتيه في بطنه أو ظهره, وأحيانا في رأسه أو يديه وقدميه.
كان دماغه غير قادر على تحديد المكان.
كانت هذه درجة الإرهاق الّذي هو فيه.

لو كان هذا الإرهاق حصل بسبب عدم النوم أو تناول الطعام لثلاث أيّام فقط.
فكيف سيستطيع مقابلة "ذلك الشخص" ... ؟
بمجرّد أن خطر هذا بباله, عادت شحنات دماغه إلى العمل !!

قبل أن يدرك أيّ شيئ, وجد نفسه واقفا و تحته يوجد فتى بمثل عمره مستغرب بسبب سقوطه المفاجئ.

أجل!!

مازال قادراً على الوقوف.

لم يدرك أنّه الآن واقف بقدرة الإرادة وحدها وأنّ جسده مُنهار ويحتاج للراحة.

لكنّه أدرك أنّه ليس وحيدا في المكان وأنّ هؤلاء الّذين معه هم من جعلوه يتألّم قبل لحظات.

أحدهم كان مبتسما ويعبّر عن ظنّه بأنّ أحدا قد مات, لكنّه لم يسمح له بأن يكمل كلامه فلكمه في وجهه صارخا 

"إقطع لسانك !!"

لم يستطع الفتى الّذي يلبس ملابس صفراء رؤية ما يحيطه جيّدا, وكان مرهقا فلم يعد يشعر بمكانهم, فبدأ يهاجم بشكل عشوائي.
ضربة تصيب !!
وأخرى تخطئ !!
وأخرى تضرب الشخص الخطأ !!

ربّما حركاته العشوائيّة جعلت شخصا يراقب من بعيد يشعر بالأسف على جماعة "الرديف" الّذين يحيطون به ولا يعرفون كيف يردّون على هجمات غير متوقّعة.
لم يكن هؤلاء أغبياء كي لا يصنعوا خطّة لإيقافه.
لكنّ سرعته كانت أكبر من أن يهزموه بمجرّد خطّة غير مدروسة.

نعم, كان سريعا فقط, لكنّ حركاته عشوائيّة تماما, لذا بعضهم نجا بإصابات خفيفة رغم تلقّيهم عدّة ضربات منه وبعضهم أخذ ضربة واحدة قذفته ثلاثة أمتار.

وخلال وقت قصير صار هو الوحيد الواقف في المكان الآن.

كان يلهث.
مع ذلك كان غير مستعدّ للتوقّف.

"إلى ذلك الشخص !!"

قبل أن ينهض أحد من الجماعة, جمع أنفاسه ثمّ انطلق في اتّجاه ما.
لم يكن يجري بعيدا عنهم هرباً منهم, في الواقع لم يبالي بوجودهم لكنّه يريد أن يجري حتّى يلتقي بذلك الشخص.

"يا إبن الـ -"
"لن أدعه يذهب !!"

سمع أصواتهم يتصارخون من ورائه ثمّ سمع أصوات أرجلهم وهم يركضون لحاقاً به.

لو كان بنفس سرعته الّتي كان عليها وهو يضربهم لربّما لم يستطع أيّ منهم اللحاق به لكنّ ارهاقه عاد إليه مما جعله أبطأ بكثير .
أصدر صوتّ تذمّر بسيطا بسبب ما حصل له !!

فجأة توقّفت أصوات أقدامهم.
لم ينظر إلى الخلف ليتأكّد ممّا حصل لكنّه إستطاع سماع صوت رنّان و إلتقط كلمات متفرّقة "موني" , "اعتقال" , "متشردون" ثمّ سمع أصوات الفتية الّذين كانوا وراءه.

"تبّا إنّهم الأمن !!"
"كيف عرفوا مكاننا ؟ لا توجد أجهزة مراقبة في هذه الزاوية"
"ثمّ إنّنا نختبئ من كلّ الجهات المراقَبة أليس كذلك ؟"
"على أيّ حال, يجب أن ننسحب الآن!! لم ينجو أحد ممّن قبضت MONI عليهم"

لم يكن يعرف لكنّ ما حصل, لكنّ هؤلاء الّذين كانوا يطاردونه ابتعدوا دون أن يلمسوه.
أخذ هذا الوقت كي يسترجع أنفاسه قبل عودته للجري.

لكنّ مظهر فتى آخر بمثل عمره جاء أمامه.
هيئة ذلك الفتى غطّت عليه الضوء القادم من آخر الطريق.

لم يكن ليعرف لكنّ هذا الفتى الّذي يرتدي نظّارة صغيرة ويحمل في يده جهاز ألعاب اسمه "يوسف جيمز" وهو الّذي أنقذه بجعل رجال الأمن يصِلون قبل أن تقضي عليه جماعة "الرديف".

أراد أن يضرب هذا الفتى لكن قبل أن يتحرّك سمعه يقول :
"آسف يا أخي, لم أستطع انقاذك في وقت أبكر, هل أنت بخير؟"




لم يسمع جيّدا لكن أخبره دماغه أنّ هذا الفتى الّذي بمثل عمره وصفه بـ"الأخ", أخبره دماغه أنّه تمنّى سماع كلمة [أخي] منذ وقت طويل.
بعد أن سمع هذا الكلام توقَّف كُلّ ما فيه, حتّى عرقه الّذي كان يغطّيه بسبب الركض المتواصل تجمّد.


بعد صمت بسيط فتح الفتى فمه سائلا :
"هم؟ أخي !! ... ألا تتحدّث العربيّة ؟ ظننت أنّي سمعتك تقول شيئا قبل قليل"

استجابة لهذا, نظر فقط لإتّجاهه بدهشة.
لم يسمع "السؤال" جيّدا كي يندهش منه, بل كان مندهشا من كلمة أخي الّتي يقولها الفتى بشكل طبيعي مخطابا له بها.

"..."

حين رأى الفتى الّذي يحمل جهاز ألعاب تعابير وجهه تحدّث بلغة أخرى بإبتسامة كبيرة :
"I can speak english too, bro"
(أستطيع الحديث بالإنجليزيّة أيضا, أخي)

هذا الشخص الّذي يرتدي ملابس صفراء صمت قليلا ...
لم يفهم ما قاله الفتى بلغة أخرى, لكنّه مازال يفكّر كلمة "أخي" الّتي قالها قبل قليل والّتي حرّكت مشاعر غامضة داخله.
بعد عدّة ثوان, أخبره دماغه أخيرا بأنّ هذه المشاعر في قلبه الآن مشاعر باردة.
إنّها باردة مثل المشاعر الّتي أتته من رؤية "ذلك الشخص" الّذي يبحث عنه الآن.

رمش فتى النظّارة عينيه قليلا ووضع يده على رأسه ثمّ قال
"إذاً أنت لا تتحدّث الإنجليزيّة أيضا؟ هذا صعب لا أجيد غير هاتيـ "
لكن قبل أن يكمل كلامه سمع صرخة كادت تثقب أذنيه !!

"إقــــــــــطــــــــــع لســــــانــــــــك !!"

بكلّ قوّته إستخدم الشخص الّذي يرتدي ملابس صفراء يده اليمنى ليضرب وجه من يراه عدوّا له, لكن بطريقة ما إستطاع الفتى الآخر (يوسف) أن يتفاداها بأعجوبة.

"هاه؟ انتظر لحظة؟!! لم أفعل لك شيئا !! حتّى أنّنا لم نتعارف بعد !!"
هجماته لم تتوقّف وفي كلّ مرّة كان يتفاداها يوسف بصعوبة أكثر من الّتي قبلها.

"أرجوك إسمعني!! أريد أن نتحدّث !! ألا يمكن حلّ المسألة بدون- آآآآآآآآي!!! "
الضربة الأخيرة قذفته خمسة أمتار.

حين إصطدم يوسف بالأرض كان قلقا على جهاز الألعاب في يده أكثر من قلقه على نفسه
"هييه!! أتعلم لماذا الضربات بقوّة فوق الـ50 وحدة ممنوعة في العالم الإفتراضي؟! أقدّر قوّة هذه الّلكمة بـ58 وحدة!! لو أدخلت ضربتك في جهاز-"

لم يسمح هذا الشخص لـ"يوسف" بإكمال ما يقوله, بل قفز و همّ بضربه بـ
"الركلة العلوية !! لم أعتقد أنّي سأراها في العالم الحقيقي في حياتي كلّها !!"
قال يوسف وهو يتفاداها وكاد يصطدم بالجدار وراءه.

هذا جعل الشخص ذو الملابس الصفراء يغضب كثيرا, فركض بكلّ قوّته نحو الفتى الّذي يحمل جهاز ألعاب الّذي لم يكن لديه مكان يهرب إليه بسبب الجدار الّذي وراءه.
كانت الّلكمة ستصيب يوسف المحاصر.
لولا أنّها لم تصل إليه.

الشخص الّذي يرتدي ملابس صفراء سقط على الآرض قبل أن تصل لكمته إلى خصمه.
حاول أن يعاود الوقوف لكنّ قوتّه كانت قد خارت تماما.
"إه؟ هـ هل أنت مريض؟"
بدا وكأنّ فتى النظّارة قلقاً عليه أكثر من قلقه على نفسه وهذا جعله منزعجا أكثر.

"إقـ - ـطع لـ - ـسا - نك !!"
هذه لم تكن المرّة الأولى الّتي يفقد فيها وعيه هذا اليوم.

مع ذلك في كلّ مرّة شعر أنّ عليه أن "ينهض"...
أن لا يسمح للتعب بأن يسيطر عليه.


=> الإنتقال للمشهد المخفي 4.5

=> الإنتقال للمشهد التالي

------------------


أليس حماسيّا جدا؟ ما الأفضل؟ هذا أم السابق ؟

هل يمكنكم توقّع ما سيحصل بعد هذا ؟ أتمنى إعطائي رأيكم ..
(حزين قليلا لعدم وجود تعليقات عن الفصل السابق)

لو وجدتم شيئ غير واضح أو خطأ املائي لا تترددوا في ذكره.
(أشعر أنّي سأترك أخطاء إملائية متعمّدا في المرة القادمة لأرى ان كنتم ستكتشفونها)




هناك تعليقان (2):

  1. أليس حماسيّا جدا؟ ما الأفضل؟ هذا أم السابق ؟
    نعم
    هل يمكنكم توقّع ما سيحصل بعد هذا ؟ أتمنى إعطائي رأيكم
    اتوقع انه يوسف سيعتني ب النمر ويصحى النمر بحالته الطبيعيه و يتسغرب

    ردحذف
  2. فصل جميل ^^ النمر ويوسف سيصبحون اصدقاء بالتأكيد

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates