الجمعة، 3 يناير 2020

فرشاة الأسنان الوحيدة (قصة قصيرة)



السلام عليكم

هذه قصّة قصيرة كتبتها كمشاركة في منشور "#تخيلوا_أنكم فرشاة أسنان" على الفيس بوك. وأحببتها رغم قصرها، لذا أنشرها هنا لمتابعي مدوّنتي.


*) فرشاة الأسنان الوحيدة :

بينما أنا جالسة أنتظر، سمعت صوت صالح. "سأفعل ذلك الآن يا أمي!" 

دخل صالح إلى الحمّام فأدركت أن موعدنا اليومي قد حان.

حاولت قدر استطاعتي أن أتصّنع الإبتسامة مع إدراكي أن صالح لن ينظر في اتجاهي.

صالح مد يده نحو الحوض الذي جلست عليه مع أخواتي، ثم نحو الكوب الذي يحوينا حتى التقط أختي الصفراء وأخذها إليه.

وبينما يفرش الفتى أسنانه قلت في نفسي:  "إنه اليوم الخامس والأربعون."

لا أذكر متى بدأت في ذلك ولكنني أعدّ الأيّام التي أرى فيها فرح أختي بلقائها اليومي مع صالح.

أعدّ الأيام قبل أن تتحول فيها غبطتي إلى حسد، وحزني إلى اكتئاب.

سمعت صوت المياه يتوقف فنظرت للأعلى فوجدت أن صالح انتهى من تنظيف أسنانه. وعندما عادت أختي السعيدة بحسن عملها إلى مكانها في الكوب سارعت بالمباركة لها.

ثم هممت بأن أعود إلى حبل أفكاري ولكنني سمعت أم صالح تنادي: "محسن هل نظفت أسنانك؟"

فقال صوت من بعيد: "نعم يا أمّاه."

فسقطت منّي دمعة على سطح الكوب الذي أسكنه.

سمعت الكثير عن البشر قبل أن أعيش في هذا البيت.
سمعت عن الخيانة، عن الطمع، عن الحرب.

ولكنني لم أتوقع أن مخلوقاً قادراً على الكذب كما يكذب الإنسان.



[النهاية.]
_________________


أتمنى أن هذه القصة القصيرة أعجبتكم و دعتكم للتفكير.
صحيح أنها من أقصر ما ألفت ولكنّي حاولت تحسين أسلوب سردي وأنا أكتبها، لذا أتمنى رؤية آرائكم حول القصة وأسلوب الكتابة في التعليقات.

~ أمّا الآن فأترككم في أمان الله ~


0 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates