الجمعة، 10 يوليو 2015

رحلة إلى العالم الإفتراضي - المشهد 2 : بوابة العالم الآخر



الــــســلام *v* عــــلــيكم


المشهد التالي للقصة التابعة للفتى النمر.
آسف جداً على التأخير, أردت نشره قبل أشهر من الآن ولكن لا أتذكّر أنه يحتاج إلى مراجعة إلا بعد فوات الأوان.

إنه فصل غير حركي ولكن إن شاء الله يعجبكم
------------------

كان هناك ألعاب كثيرة يلعبها اللاعبون مجتمعين عن طريق الـ[الشبكة] ولكنّ أكثرها شهرة كانت [العالم الإفتراضي]...
حين يدخل الفتى الّذي لا ينتمي إلى أي مكان إلى ذلك العالم, هل سيجد نفسه ينتمي إلى هناك؟

حين تكون الساحة في عالم آخر, سوف تبدأ الحكاية...

------------------
المقدمة - 1 - 2 قريباً
------------------

*) رحلة إلى العالم الإفتراضي - مـ2: بوّابة العالم الآخر




في أحد شوارع منطقة زناته في طرابلس, بينما كان الناس يذهبون إلى أعمالهم والتلاميذ إلى مدارسهم, قطع رفيقان الطريق وهما يتحدّثان..
كان أحدهما فتى في الخامسة عشرة يرتدي نظّارة صغيرة لا تبدو طبيّة على الإطلاق كان أشقر وكان يرتدي زي المدرسة, سترة بيضاء وبنطال أزرق, لكنّه لم يكن يحمل حقيبته المدرسية...

ذلك الفتى المدعو يوسف كان يتكلّم بسرعة وكأنّه يردّد كلاماً يحفظه عن ظهر قلب
"-- لذا كي تصير لاعباً جيّداً في العالم الإفتراضي, يجب عليك لعب ألعاب مختلفة على جهاز الألعاب الـPGP.... ألا تسمع ؟!!"

كان يوسف يُخبر رفيقه أنّه بالرغم من إمكانيّة [اللعب] في العالم الإفتراضي بأي شكل دون قيود, إلا أنّ لعب ألعاب الجهاز المحمول المدعو PGP يعطي [نقاط خبرة] (تسمّى أيضا الـXP) إضافيّة يمكن استخادمها في العالم الإفتراضي ويمنح تصاميم أكثر لشكل [شخصيّة اللاعب]...
لذا من الصعب أن يختار الشخص اللعب كـ[مقاتل] أو [مستكشف] إن لم يكن أحد لاعبي الـPGP الدائمين.


"نعم, نعم, نعم, أسمعك... لكنّي لم أفهم شيئاً ولا أريد أن أفهم!! لذا كن لطيفاً وإقطع لسانك"
قال الفتى الآخر بإنزعاج.
إسم هذا الفتى "عمر" صاحب السترة الصفراء الخفيفة (الجو كان باردا لكنّه لا يشعر بالبرد) المخططة بالأسود, وسروالا أسود بخطوط صفراء. هذه الملابس ترمز للحيوان معروف بإسم "النمر".

"أنا أشرح لك بأبسط كلمات ممكنة!! فقط مالّذي لم تفهمه؟!"

"ذلك الكلام عن المستكشفين و المقاتلين, نحن لا نتحدّث عن إكتشافات القرن الثامن عشر ولا عن القصص المصوّرة القتالية القديمة مثل الّتي أعطيتني لأقرأها... صحيح؟"

يوسف يكاد لا يصدّق أنّ شيئا مما قاله لم يصل إلى دماغ ذلك الفتى بعد
"إه........ يا أخي!! [المستكشف] هو إسم يطلقه اللاعبون على الأشخاص الّذين يلعبون اللعبة ليكتشفوا المناطق الجديدة!! العالم الإفتراضي واسع, و MONI تجعله غامضاً أكثر وأكثر لنكتشفه... في المناطق المتقدّمة هناك وحوش لذا إن أراد اللّاعب أن يصير مكتشفاً فعليه دائما أن يكون قادراً على حماية نفسه منهم"

"فهمت الجزء وحوش.... لكن.... حماية نفسه؟ أليست هذه مجرّد لعبة؟!"
قال عمر بوجه عبوس...
وبدا واضحاً أنّه لا يتخيّل أنّ معنى كلمة "العالم الإفتراضي" تعني دخول الشخص إلى ذلك العالم وليس لعبة عاديّة.

لكنّ يوسف الّذي كان معتاداً على المصطلحات, لم يخطر بباله أنّ بعض الناس لن تفهم ما يقول.
"نعم, ان صارت [طاقة حياته] صفر فسوف [يموت] !!"

"أعتقد أنّك تستخدم كلمة [موت] بشكل خاطئ"
قال عمر بوجه عبوس كثر من ذي قبل.

قبل بضع ساعات قال يوسف أنّه سيأتي لتناول الإفطار بعد أن "يفوز أو يموت"... بالطبع كان يقصد شخصيته الّتي يتحكم بها في اللعبة... لكنّ عُمر كان يفكّر بـ(إن مات فكيف سيتناوله ؟!)


بعد لحظات قال يوسف الفتى مشيراً بوجهه للأمام
"لقد وصلنا"

نظر الإثنان نحو المبنى.
حين ذهبا إليه في اليوم الماضي وجداه مزدحماً ولم يتمكّنا من الدخول, لكن المكان حوله كان خالياً هذه المرّة.
يوسف أدرك أنّ سبب ازدحام المكان في اليوم الماضي هو [التخفيض 50% لمدّة يوم] الّذي جعل اللاعبين من مناطق أخرى يتوافدون للحصول على مكان.

ثمّ أنّهما اليوم جاءا باكراً فلديه عطلة "غير رسميّة" من المدرسة (إنتهى معلّموا حصص اليوم من تدريس المنهج المقرر في مدرسته, مما يعني أن طلّاب بعض المدارس الأخرى لديهم دوام).

بدا المبنى حديثا جداً وبدا وكأنه مصنوع من الزجاج المعتم وكان كبيراً عاليّا جدا, وعلى البوّابة برزت عبارة [بوّابة عالم الألعاب الإفتراضي] كشعار مزخرف.
لاحظ أنّ هناك شخصاً أمام الباب وأنّه يشبه أحد زملائه الّذين يسخرون من لعبه المتواصل بالـPGP لكنّه (ذلك الزميل) دخل بسرعة, تسائل يوسف ان كان يعرف الفتى لكن صوتاّ قطع حبل أفكاره -

"هذا المبنى عملاق حقّاً"
قال عُمر بدهشة كبيرة وبحماس غير متوقّع منه.

فقال يوسف رافعاً سبّابته مذكِّراً "نعم.... لكن الم تقل هذا بالأمس أيضاً؟ لقد أخبرتك أنّه مكوّن من 20 طابقـ !!"
لكنه استدرك متذكّرا احدى الحقائق الّتي يعرفها عن عُمر.

"إقطع لسانك!! لا أذكر أنني أتيت إلى هنا من قبل"
قال عمر مستنكراً على ردّ يوسف.

"...."
هنا إبتسم يوسف دون أن يقول أيّ شيئ ثمّ إنطلق نحو البوّابة.
(يا أخي.... أحيانا ينسى عُمر بعض الأشياء ومهما حاولت تذكيره بها لا أستطيع, قال مرّة أنّه لا يتذكّر سوى الأشياء المهمّة!! هذا مزعج كثيرا.... ولكن سبب نجاحي في إقناعه بالّذهاب للعالم الإفتراضي أنّه نسي أننا أتينا إلى هنا بالأمس وايجادنا للمكان مزدحماً)



[في الداخل]
كان المكان مشرقاً جدا... الكثير من الأضواء مختلفة الألوان في أماكن مختلفة.
هناك في اليمين واليسار العديد من [مقاعد اللعب] وبين عدد قليل منها [شاشات عرض] في أقصى اليمين بعد دخولك من الباب هناك طاولة عليها بعض الأجهزة (ربّما لجمع المال) وعلى الكرسيين وراء الطاولة فتاتان ترتديان ملابس ورديّة.
هنا وهناك توجد [آلات بيع]  للأطعمة السريعة...
كان هذا المكان مثاليّاً لشخص لايحبّ الواقع ويحبّ الألعاب.


"...!!...."
بالرغم أنّه لم يقل شيئاً, لم يستطع عمر أن يخفي تعابير "المفاجأة" من وجهه.

لكنّها لم تكن تعابير "مفاجأة" من النوع الّذي يُسعد يوسف الّذي قال
"يا أخي!! لماذا تبدو وكأنّك ترى أشخاصاً يموتون أمامك ؟!!"

"رُ- رُؤوسهم!!"
قال عُمر وهو يشير إلى المكان المقابل للباب الّذي دخلا منه, كان هناك في البعيد عدّة أشخاص (فتيان وفتيات) جالسين على "مقاعد" ما دون حراك.
كانوا جميعاً يرتدون"خوذة" تغطّي رؤوسهم وأعينهم, الأنف والفم هما فقط ما يمكن رؤيته من الوجه, وكانوا يبدون (لعُمر على الأقل) كالموتى.

"ما بها رؤوسهم؟! لا تقل لي أنّك تظنّ هذا "جهاز" غسل دماغ, يا أخي!!"
قال يوسف الجزء الأخير بصوت منخفض كي لا يجذب إنتباه فتاة الإستعلامات إليه.

"أتعني أنّ هذا الشيئ على رأسهم ليس ضارّاً ؟!!"
قال عُمر بعيون غاضبة وكأنّه يسأل عن شيئ مستحيل.

"مهلا!! هذا الجهاز فقط ينقلهم إلى عالم اللعبة!! أنظر إلى هناك"
أشار يوسف إلى شاشة كبيرة في الأعلى أمامهم ...
على تلك الشاشة كان هناك شخصان يتقاتلان, مقياسان للطاقة في الأعلى بينهما عدد (يظهر كم بقى من الوقت)... كان واضحاً (حتّى لعُمر الّذي رأى ألعاباً فقط في منزل يوسف) أنّها لعبة [قتال].

"ماذا هناك؟! إنّها مجرّد إحدى الألعاب الّتي تلعب مثلها !!"
"الشخص الّذي يلعب, لا يضغط الأزرار كما أفعل أنا. بل هو داخل اللعبة الآن!!"
قال يوسف واثقاً أنّ هذا سيغيّر من ردّة فعل عُمر عن الألعاب.

"د - د - داخل اللعبة؟!! هذا أسوأ من ضغط الأزرار إذاً !!"
عُمر تكلّم بوجه عبوس يظهر التقزّز من الأمر وعدم تصديقه.

"يـ - ـا أ - خي ... تـ - تعال معي....
ألعاب [القتال] القديمة هذه لا تقارن بألعاب "العوالم" "
قال يوسف ولاتزال أعراض "الهزيمة" واضحة على وجهه, لدرجة أنّ عينيه إختفيا تحت نظّارته الصغيرة.

دخل يوسف مع عُمر إلى "المصعد", حسب علم "يوسف" فإنّ الطابق الأول مجرّد متجر ألعاب عاديّة مثل ألعاب القتال والألعاب الرياضية (الوهميّة بالطبع) وكلّها ألعاب منافسات تحتاج لوجود أكثر من لاعب "في نفس الوقت والمكان" للمشاركة فيها.
الطوابق من الثاني إلى الخامس طوابق للألعاب المخضرمة - ألعاب الأجهزة القديمة - فمثلا هناك الـPlaySituation الّتي فقدت شهرتها بعد صدور أوّل جهاز ألعاب من MONI قبل سنوات عديدة.
الطوابق التالية إبتداء من السادس للعوالم الإفتراضيّة... لذا من يريد الذهاب إلى PGP World عليه تفقّد الطابق السادس أوّلا لكن الطابق الّذي إختاره يوسف كان الطابق -

"الحادي عشر؟"
قال عمر وهو يرى يوسف يضغط زرّاً ما من بين أزرار كثيرة في المصعد (لم تكن أزراراً حقيقية, بل كانت شاشة لمس يمكنه أن يختار الطابق الّذي يشاء من خلالها)

"نعم, سمعت أنّ هناك 7 طوابق مخصصة للـ[مكان] الّذي أريد أخذك إليه,  فإن الطابق الحادي عشر على الأرجح أحد تلك الطوابق, بم أنّ الطوابق الخمس الأخيرة فنادق للـ[الّاعبين الضائعين]". أجاب يوسف بإبتسامة مع علمه أنّ سؤال عمر لم يكن عن إختياره للـ[طابق] الحادي عشر بل عن دخول المصعد أصلاً.
لكنّ يوسف لم يرد أن يفسّر معنى [لاعب ضائع] بعد.

"المكان الّذي تريد أخذي إليه؟! لا تقل أنّك ستسجنني في أحد الألعاب كما فعلوا بالأشخاص هناك"
قال عمر بتعابير مخيفة على وجهه, وهو يشير إلى الإتجاه الّذي (إن لم يكن باب المصعد مقفلا) فيه أولئك الفتية والفتيات.

(من أين جاء بهذه الفكرة؟!)

"يا أخي~ بالتأكيد لن أسجنك, سوف تتمكّن من العودة في أيّ وقت, لكن -"
قال يوسف محرّكاً سبّابته نحو عمر ببطئ
"أنت لا تنتمي إلى هذا العالم.... ألا تقول هذا دائماً ؟"

"....؟"
عُمر نظر فقط بغرابة إلى يوسف.

"سآخذك إلى عالم ستشعر بالتأكيد أنّك تنتمي إليه!!
إنّه ليس عالماً واحداً  يا أخي!! ... مع كلّ تلك [الأقاليم] ستتمنّى أنّك تعيش هناك للأبد !!"
قال يوسف بنظرة واثقة مشيراً بسبّابته نحو عُمر, والظاهر أنّه جعله يفكّر أخيرا بالأمر ....

"..... ما زلت لا أفهم...."
قال عمر بعد إبعاد يد يوسف الّتي كان يشير بها إليه عنه.

"- لكن, إن كان الأمر كما تقول... إقطع لسانك وخذني إلى هناك"
قال بنظرة تملؤها بالعجلة, جعلت يوسف يتذكّر لقائهما الأوّل...

"... بالتأكيد !! يا أخي"

إنفتح باب "المصعد" أخيراً ...
فدخل هذان الإثنان للطابق الحادي عشر من [بوّابة عالم الألعاب الإفتراضي].


------------------

شكراً لوصولكم إلى هنا

أتمنى أن الفصل أعجبكم وأنني لن أتأخر في نشر التالي



0 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates