الاثنين، 20 أبريل 2015

رحلة إلى العالم الإفتراضي - المشهد 1 : الّذي لا ينتمي إلى هذا العالم



الــــســلام *v* عــــلــيكم


هذه القصّة تتبع "الفتى النمر" وهذا المشهد الأول بعد المقدّمة.

يمنك البدء بقراءة "رحلة إلى العالم الإفتراضي" من هذا الفصل لكن المقدّمة حماسيّة أكثر... وآسف مسبقاً لمن يريدون (الحركة) الأكشن لأنني ركّزت أكثر على الوصف هنا مما جعل الأكشن يتأخر (وهذا لا يعني أن أجزاء الغير أكشن سيّئة, فقد تعجبكم أكثر منها).


ذكرت هذ الملاحظة من قبل:

إبتداء من هذه القصة ستمتلئ "السلسلة" بالمصطلحات الإنجليزية.لو كنت لا تجيد الإنجليزية فلا تقلق لأنني أكتب هذه القصّة للقرّاء العرب ولاتحتاج لفهم الكلمات الإنجليزية لفهمها... ولكن سيكون الأفضل لو كنت تعرف قراءة الحروف.


------------------

كان هناك ألعاب كثيرة يلعبها اللاعبون مجتمعين عن طريق الـ[الشبكة] ولكنّ أكثرها شهرة كانت [العالم الإفتراضي]...
حين يدخل الفتى الّذي لا ينتمي إلى أي مكان إلى ذلك العالم, هل سيجد نفسه ينتمي إلى هناك؟

حين تكون الساحة في عالم آخر, سوف تبدأ الحكاية...

------------------
المقدمة - 1 - 2 قريباً
------------------

*) رحلة إلى العالم الإفتراضي - مـ1: الّذي لا ينتمي إلى هذا العالم




بجانب متجر ألعاب ما, كان يقف فتى في الخامسة عشرة من عمره متّكئاً على الجدار المغلّف بنوع من اللّدائن ومحدّقاً في الناس الّذين يمشون في الشارع يميناً ويساراً...
كان إسم هذا الفتى "عُمر"... فقط, دون إسم أخير أو لقب عائلة.

في مكان قريب توجد شاشة شفّافة مكتوب عليها الوقت والتاريخ بخط رقمي لونه أحمر.

[الثالث عشر من إبريل - الأحد - 7:06 مساء] 

(السماء بدأت تظلم قبل دقائق ولم نُصلِّ المغرب بعد)
فكّر حين نظر للساعة, ثمّ غيّر إتّجاه عينيه لينظر إلى يساره, كان هناك باب المتجر الواسع وبجانب الباب (الجانب الأيمن وهو أقرب جانب منه) يوجد مربّع صغير كالشاشة.
(كم تأخّر يوسف؟ أظنني رأيت أنّ الساعة 6:55 بعد دهر من دخوله للمتجر ومضى أكثر من 10 دقائق من ذلك الحين) فكّر بغضب!!

حين وصل هو ويوسف إلى المتجر, إكتشفا أنّه لا يسمح لأحد بالدخول إلّا إذا سجّل حمضه النووي (DNA) أوّلاً... قال يوسف أنّ بعض المتاجر تقوم بهذا لزيادة الأمن وأحياناً لإعطاء الزبائن الدائمين مزايا لتشجيعهم على العودة للشراء منها, مع أنّه أكّد أنّه لم يرى متجراً آخر لا يسمح بدخول أكثر من شخص بكشف واحد.
عُمر كان لايزال مدركاً لما سيحصل حينما يتمّ تمرير قارئ الـDNA عليه, ومع ذلك قرّر أنّه لا بأس بالمحاولة.

وكالعادة -
[الحمض النووي, غير صالح]

لسبب ما, كلّ قارئ حمض نووي لا يستطيع قراءة حمضه, بعد عدّة محاولات لإيجاد حل, (حتّى أنّه ذهب قبل ثلاثة أيّام لمركز الأمن لتسجيل نفسه في قائمة المواطنين) ولم ينجح أبداً... توقّف هو ويوسف عن إرهاق أنفسمها بالتفكير بحل...
قال يوسف أنّ والده المسافر قد يفعل شيئا حيال المشكلة, لكنه لا يعلم متى سيعود من السفر لذا قرّرا أن ينتظرا عودته كي يخبراه ...


حين رآى عُمر وجه يوسف الحزين لأنّهما لن يتمكّنا من الدخول
"لا بأس, سأنتظرك في الخارج... يمكنك شراء الأشرطة أو أيّاً كان ما تسمّيها"

"حقّا ؟! أنت واثق يا أخي"
يوسف فتى الثانوية الّذي يرتدي نظّارة وهو ""بالتأكيد"" ليس أخاه الحقيقي, قال ذلك بعيون متلألأة.

"نعم, لذا عد بسرعة"

"بالتأكيد يا أخي!! سأعود بسرعة البرق!!"

عُمر لم يكن يعلم أنّ سرعة البرق تساوي 300,000,000 متر لكلّ ثانية ... لكنّه كان يعلم أنّها حين تُستخدم في جملة كهذه فهي تعني الذهاب والعودة بسرعة كبيرة.


التفكير بالوقت جعله يتذكّر شيئاً 
(كم يوماً مضى منذ ذلك اليوم ؟)

نظر عُمر للسماء فرأى الكثير من "المناطيد" الطائرة, الّتي تحمل بعضها شاشات عرض أو إعلانات.. شعر بالإنزعاج حين رأى واحدة منها تحمل الشعار MONI الّذي يراه في كلّ مكان.

(موني....)
فكّر بذلك الإسم بحقد.

(إن كان الرجل الكبير حيّاً, فربّما كنت معه الآن)
قبل أقلّ من أسبوعين مات الرجل الّذي كان يكره MONI وكان عُمر يعيش معه, موت ذلك "الرجل الكبير" تسبّب في عدّة أحداث جعلت "عُمر" و "يوسف" يلتقيان ... والسبب الوحيد لبقاء عُمر مع يوسف حتّى الآن هو أنّه نسي طريق العودة إلى منزله السابق.
(...أنا حقّا لا أنتمي إلى هذا العالم)

""يا أخي, قد لا تنتمي إلى هذا العالم -"
تذكّر عمر ما قاله له يوسف حين أراد منعه من الذهاب
"- لكن إن كان يجب عليك العيش فيه, فيمكنك العيش معي أنا, لن يعترض أحد !!""


(ربّما يكون محقاً فأمّه وأخته رحّبا ببقائي في المنزل. ولكن أهذا هو الصواب؟)
نظر عُمر نحو الساعة القريبة من جديد
[الثالث عشر من إبريل - الأحد - 7:07 مساء]


نظر إلى الناس في الشارع حوله, هناك الكثيرون يتحرّكون. لكن هناك أيضا قليل من الجالسين المتحدّثين, في الشارع هناك رجل يرتدي بدلة منظّمة سوداء يحمل حقيبة كبيرة, وهناك شاب كبير يتصفّح "الشبكة" على جهاز يُسمّيه يوسف بالـ MyGlax.
وعلى بعض الكراسي في المقهى المقابل أربعة فتية يتحدثون وعلامات السعادة على وجوههم يتحدّثون عن -
"سلسلة Assassin’s Guild جيّدة, ألا تظنّ؟"
"ليس تماماً, آخر إصدار لها كان في عام 2018, القصّة جيّدة لكنّي لن أصوّت للعبة مثلها"
"هذا صعب, أن نختار أفضل سلسلة ألعاب منذ بداية القرن!!"
"كل شخص يمكنه التصويت للعبة واحدة, ليس هناك خيارات و لسنا نحن فقط من سيصوّت, لذا يجب أن نختار نحن الأربعة سلسلة واحدة كي تفوز"
"همممم.... ما رأيكم بـ Grobal TRON ؟"
"هذه؟ إنّها سلسلة لا تعجب سوى 10% من اللاعبين, لكنها الأفضل في القائمة لكلّ معجبيها... أعطيها 9 من 10 كسلسلة لكنّي لن أصوّت لها كأفضل واحدة"
"إذاً.... لنفكّر بسلسلة أخرى...."

(إنّهم يتحدّثون على الألعاب, وأعتقد أني سمعت إسم إحداها من يوسف)
فكّر عمر بينما هو يبعد بصره عنهم.



لكن في إتّجاه آخر لفت إنتباهه شيئ...
في المكان الّذي تسير فيه إمرأة مع طفلها الصغير... لفت إنتباهه ما يحمله الطفل الصغير..
- جهاز ألعاب يحمل شعار PGP.
(يسميه يوسف "بيجيبي" أو ما شابه, تصميمه ليس جيّداً لكن الكثير من الأشخاص يحملونه, لماذا؟... ليس شفّافاً مثل جهاز "الأخت", أو كتلفاز المقهى المقابل... لماذا هو مشهور هنا؟)
تذكّر عُمر أنّه من النادر أن يرى "أخاه" لا يحمل جهاز الألعاب الغريب في إحدى يديه, وفي تلك الحالة سيكون في جيبه. وكأنّ هناك خيطاً يربطه مع جهاز الألعاب.
حتّى المتجر الّذي دخل إليه قبل قليل مجرّد متجر لبيع "أشرطة" الألعاب.


حين سأله عن "لعبه المتواصل" بالأمس قال يوسف:
"القصص, الأفكار, طريقة اللعب, التحدّيات , الشخصيات!! كلّ شيئ !! طالما اللعبة ليست في قائمة الألعاب الّتي لاتعجبني فسوف ألعبها حتّى نهايتها"

وحين أخبره أنّه لا يحبّ الألعاب -
"ربّما لأنّك رأيت فقط الألعاب المفضّلة لدي, هناك لعبة سأريها لك في الغد!! إن لم تعجبك فأنت تستحقّ لقب "كاره الألعاب الأوّل""

(قالها لي وهو يرفع إبهامه وبقمة السعادة, هل يظنّ لقب "كاره الألعاب" لقباً جيّدا؟)
لكنّهما وجدا "المكان" الّذي قال يوسف أنّه "المكان الوحيد" مزدحماً جدا وإنتهى بهما الأمر هنا.


(أكره الألعاب, أكره البيجيبي, أكره موني, أكره كلّ شـ - لا!! أحبّ الموز المعلّب.... أه~ لكن أكره هذا العالم الّذي لا أنتمي إليه)

بينما هو يفكّر بهذه الأفكار الغير مترابطة وتعابير الغضب على وجهه سمع صوت أحدهم خلفه يقول بسعادة عارمة 
"حصلت عليها, Grobal TRON 3 كمّ أحبّ MONI كم أحـ -"
إلتفت عُمر كردّ فعل وقاطعه صارخاً بأعلى صوته (مما جعل الناس في الشارع بما فيهم الأشخاص الأربعة الّذين يتحدّثون في المقهى المقابل)
"إقــــــــــطـــــــــــــــــع لـــــــســــــــــــانــــــــــك !!!"
"..."
"..."
أدرك عُمر أنّ الجميع ينظرون إليه فإحمرّ وجهه وهمّ بالإعتذار إلى الشخص الّذي كان خلفه (وهو أمامه الآن), حين لاحظ أنّ ذلك الشخص قال قبله -
"آسف آسف آسف!! لن أتأخّر مجدداً أعدك يا أخي"


"..."
ذلك الشخص, كان إسمه "يوسف جيمز" ...
هو الفتى الّذي كان عُمر ينتظره منذ أكثر من ربع ساعة وقد خرج قبل بضع ثوان.

"إنسى الأمر, إلى أين قلت أنّنا نذهب؟"
قال عُمر منزعجاً جدا.

"لا مكان محدد!! كنت أريد أن نذهب للعالم الإفتراضي لأريك إيّاه, لكنّي وجدت الأماكن في [البوابة] الّتي تمّ إفتتاحها اليوم في زناته كلّها محجوزة... لو لم نتوقّف هنا لكنّا سنتمكّن من الذهاب إلى [بوابة] حيّ التهاني, لكن كنّا سنضيّع صلاة المغرب جماعة في المسجد لذا -"
"هل تعلم أنّنا أضعنا حقاً صلاة الجماعة في المسجد؟ وبسبب تأخّرك هنا !!"

"أعلم لذا أنا آسف يا أخي!!"
قال يوسف ولا يبدو على وجهه الأسف.

"إذاً, ماذا سنفعل؟"
(أشعر أنّي غادرت البيت دون فائدة)

"وماذا يمكننا؟ فقط, سنصلّي المغرب ثمّ نعود للبيت"
قال يوسف وتعابير وجهه عاديّة جداً وكأنّه مسرور بهذا الأمر.

"...؟ "
(هذا الوجه لا يبدو جيّدا)

"يا أخي!! كم أريد تجربة Grobal TRON 3, كلّما عدنا للمنزل أسرع كلّما كان أفضل!! هيّا تحرّك"

"....!!"
(عرفت هذا)



[ بعد العودة للمنزل]
كان عُمر جالساً على كرسي في غرفة الطعام (المطبخ), كان المطبخ هو المكان الوحيد الّذي يسمح عمر لنفسه بالجلوس فيه دون طلب الإذن غير غرفته.
كانت الجدران بيضاء, مقابل باب المدخل كانت هناك طاولة, وفي الجهة الأخرى من الطاولة توجد خزائن المطبخ وأدوات الطبخ و... ذلك الفرن الصغير(؟).
(هل قالت السيّدة أنّ إسمه مايكرويف؟)
بدأ يطّلع على بعض الصور المعلّقة هنا وهناك, بينما هو يسمع صوت *تك* *تك* الّذي يصدره يوسف وهو يضغط أزرار جهاز ألعابه المزعوم.

حينما -
"هيه!! أخي, أنظر إلى هذا !!"
قال يوسف وهو يشير بإصبعه إلى شاشة جهاز الألعاب الموجّهة في إتجاه عمر على بعد 20 سنتيمتراً من رأسه.

"ماذا~~ ؟"
سأل عُمر بإنزعاج شديد.
(ألا يمكنه إبعاد هذا الشيئ عن وجهي قليلاً ؟!)
ثمّ نظر إلى المكان الّذي أشار إليه "أخوه؟" في الشاشة.

كان في الشاشة صورة ثلاثيّة الأبعاد بجودة عالية لشخص ما, حتّى أنّه لو رآى الشاشة من مسافة بعيدة لقال أنّها صورة شخص حقيقي... كان الشخص في الشاشة أشقر شائك الشعر, يرتدي بدلة معدنيّة صفراء مخطّطة بالأسود في الأعلى, كان يرتدي قفّازاً أصفر مخطط ويديه كانا يعطيان بريقاً معدنياً . وكان يلبس سروالا أسود الظاهر أنّه من المطّاط, وأيضاً, بالرغم من إختلاف اللون كان وجهه مألوفاً قليلا -

"هذا هو أنت !! المقاتل Tiger01 !!"
قال يوسف بسعادة, وكأنّه حقّق إنجازاً

"المقاتل...؟"
(إنّه مُصطلح يُستخدم في الألعاب, وأظنّني سمعت بـ"تايغر" من قبل)
إحتاج عٌمر بعض الوقت ليفسّر ما سمعه الآن ...
بالتحديد ليفسّر الجزء الأوّل
"فسّر لي هذا ؟!!"

"آه, لقد جعلته Tiger01 لأنّ الإسمين Tiger و Tiger1 محجوزان مسبقاً"
أجابه يوسف ولمحة من الأسف على وجهه...

"ليس هذا!!! ماذا تعني بـ"أنت"!!"
صرخ عُمر بإنفعال شديد حتّى أنّه لن يكون مبالغة لو قيل عنه "بركان ثائر".

"نعم, أنت!! كي تشارك في العالم الإفتراضي يجب أن تمتلك PGP أوّلاً هل تعلم لماذا؟ لأنّها الجهاز الّتي تستخدمه لتكوين [الشخصيّة] الخاصّة بك, ولأنّك لا تمتلك واحداً قمت بصنعه لك"
شرح يوسف الأمر بتفائل وهو يقرّب الجهاز من وجه عمر تارة ويبعده تارة أخرى.

"ماذا تعني؟!"
قال عمر وهو يسأل عن سبب صنع "واحد" له.

"كي تقوم بتغيير شكل [الشخصيّة] عليك شراء الألعاب والوصول لمستويات فيها, كلّ لعبة تعطيك بعض [الخيارات] الجديدة لتعديل [شخصيتك] بها.... مثلاً لقد حصلت على [درع النمر] بعد إكمالي لـGrobal TRON 2 و حصلت على [البنطال المطّاطي] الأسود حين وصلت للمستوى 99 في لعبة -"

"إقطع لسانك!! لماذا صنعت لي واحداً أيّها الـ"%^#$

"لأنّك ستدخل للعالم الإفتراضي في الغد, تحتاج لشكل إفتراضي مناسب لك للـ -"

"ومن قال أنّي سأذهب ؟!!"

"يا أخي؟ ...أ, لا, تريد, الذهاب ؟"

"بالطبع لا أريد!! همف"
إبتعد عٌمر خارجاً من المطبخ ذاهباً إلى غرفته المجاورة لغرفة يوسف في الطابق العلوي, تلك الغرفة كانت لشخص ما قبل فترة طويلة لكنّها لم تعد مستخدمة فصارت غرفة هذا الفتى الّذي صار مقيماً في المنزل ..

(يريد أن أذهب لذلك المكان المزدحم مرّة ثانية؟!! هذا "الأخ" يقرّر كلّ شيئ عنّي وكأنّه أبٌ لي) فكّر وهو يفتح باب غرفته ....
(حسنا, ذلك الجانب ليس أسوأ ما فيه ولا أزال راضياً بالبقاء هنا...)

قبل أن يغلق الباب إلتقطت أذنه كلام يوسف الحزين 
"يا أخي.... أظنّني تفائلت أكثر من الازم...."


------------------

السلام عليكم من جديد!! من قرأوا "الفتى النمر" سيعرفون هذين الشخصيتين جيّدا
فمن غيرهما يتكلم "يا أخي" أو يصرخ "إقطع لسانك" ؟

هل سيوافق "عُمر" على الذهاب في الفصل التالي؟

بم أنّكم قرأتم هذا والعنوان (ورأيتم الغلاف؟) فأنتم تعلمون إلى أين ستتجه القصة ~
ما هي توقّعاتكم؟ أتمنى معرفتها


0 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates