الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019

مشهد من Tricolour LoveStory: لوحة الفائز الأول وفتى واسع الخيال



السلام عليكم


في رواية مرئية قرأتها تحكي عن طالب في الفنون. في هذا الموضوع سأتحدث عن أحد المشاهد التي أعجبتني وترك انطباعاً لي ومازلت أذكره الآن بعد مدّة طويلة من رؤيتي له. كتبت هذا الموضوع على الفيسبوك من قبل ولكنني أعدت صياغته لنشره في هذه المدونة.


________



قصة Tricolour LoveStory هي  روائية مرئية غريبة نوعاً ما، فهي صينية الصنع والنسخة الإنجليزية منها ذات ترجمة سيئة شبيهة بترجمة جوجل! هل تصدّقون؟ شركة محترمة تنشر "لعبة" بترجمة جوجل! والأسوأ أن ترجمة أسماء بعض الشخصيات تتغير بين الإسم المترجم أحياناً والإسم الصيني بالحروف الإنجليزية أحياناً أخرى (من الجيد أن أسماء الشخصيات الأساسية الثلاث لم تتأثر بهذا.) لكن بعد الاعتياد على سوء الترجمة، القصة نفسها جميلة ومليئة بالمواقف المضحكة والصعبة.


عن القصة



في أحد مدن الصين، تتحدث القصة عن "آشلي" الفتى الذي يعاني مشاكل مع والديه اللذين يضربانه لأتفه الأسباب، وكي يحمي صديقة طفولته منهما قام بهجرها. بعد أن قرر والداه السفر أقنعهما أن يبقى في البيت وحده. وخلال غيابهما يسجّل في فصل الرسم في مدرسته، وهو شيء لم يكن سيسمحان به لو كانا معه.



في صفّه الجديد يلتقي آشلي بالرسّامة المبدعة "فيوليت." رغم كونها محترفة فيوليت تهتم برسومات آشلي المبتدئ. القصة تتبع حياته في صف الرسم وعلاقته بزملائه الجدد وفيوليت وصديقة طفولته دايزي.



القصة رومانسية بشكل عام (كما هو واضح من العنوان) ولكنها تتطرق إلى مواضيع مثل التنمّر والجنوح والكذب ومساوئه. وبم أنّ الرواية لها ثلاث نهايات حسب خيارات اللاعب. نهاية سعيدة لكل فتاة، ونهاية يفسد فيها البطل الأمر.






ما أمتعني قصتها كشخص يحب الرسم أنها تُظهر بعض أنواع الرسّامين في عالمنا الواقعي. فيوليت رسامة محترفة ولكنها مهما حاولت لا يمكنها رسم شيء من الخيال. لهذا السبب تقول عن نفسها كما يقول أبوها "كاميرا."


أما البطل آشلي ضعيف جداً في الرسم لكن تصميماته إبداعية. عبر الأحداث تقوم فيوليت بتعليمه كيف يحسّن رسمه، بينما هو يرسم لها "تصاميم" لتقوم بصنع نسختها الخاصة منهم للمعلمين.


اللوحة الأولى والفتى الّذي لا يرسم

المشهد الّذي أحببت مشاركته معكم يقع في قصة جانبية تُفتح بعد الحصول على أحد نهايات الرواية، وفيها هذا المشهد الممتع:


قبل سنوات ذهب آشلي إلى معرض اللوحات حيث كانت تعرض لوحات الفائزين في مسابقة على مستوى الصين. وهناك رأى اللوحة الفائزة بالمرتبة الأولى. بينما كان الزوّار من حوله يمدحون اللوحة نظر إليها بلا انبهار وتنهّد ثم تجاوزها ليرى باقي اللوحات.


وبينما هو ينظر للّوحات وجد فتاة يبدو على وجهها الخوف أو القلق تتحدث مع رجال بملابس سوداء، فأسرع إليها وقام بإنقاذها منهم.


بعد أن هربا وسألها إن كانت بخير، قالت له أنهم والدها وحرّاسه.


آشلي أدرك حماقة ما فعله (إنّه لا يعيش في فلم أكشن) خصوصاً أن في المعرض رجال أمن كانوا سيتكفلون بالأمر لو كان أصحاب الثياب السوداء ينوون بها شرّاً. "لماذا هربتي معي إذاً؟!"

"لأنني أريد سؤالك، لماذا لم تهتم بلوحة الفائز الأول مثل اللوحات الأخرى؟"

فقال لها أنه ليس رساماً ولا يستحق أن ينقد اللوحة. كل ما في الأمر أنها لم تعجبهولكنّ الفتاة أصرت على أن يخبرها بوجهة نظره كاملة.





فقال لها "أنا لا أفهم معنى هذه اللوحة. إنها مجرد شارع، مجرد لوحة. أنظري لموضوع المسابقة، إنه الوطن. ألم تري اللوحات الأخرى؟"

فأجابت "نعم إنها قرية، وجبال، وإحدى اللوحات مدينة مثل هذه، واحداها بها كوكب الأرض."

فقال مدركاً أنها لم تفهم ما يقصد "ما أعنيه هو أن جميعهم لديهم فكرة. أنا لم أتمعّن في لوحاتهم ولكن منهم من يريد أن يقول "أفتقد الوطن" أما اللوحة الفائزة فهي فارغة. أشعر وكأنّ رسّام تلك اللوحة آلة تصوير. ولكن المدرسة والمسابقات لا يركزون سوى على مهارة الرسم. من هذه الناحية إنه يستحق المرتبة الأولى."


فقالت له "وأنت ماذا سترسم لو كنت مكان الفائز؟"


آشلي لم يجب عليها في البداية قائلاً أنه ليس رسّاماً ولكنّها ألحّت عليه.

"لو كنت أنا... سوف أرسم منظور الشارع. ولكن على خلاف الشارع نفسه سأركّز أكثر على الناس. هل بلدة الرسّام قريبة؟ لابدّ أن هناك أطفالاً يمشون نحو المدرسة ورجالاً في طريقهم للعمل. ولو كانت الصورة في الصباح فقد تكون هناك إمرأة عجوز تمشي على العكّاز وتستمع إلى الراديو، ورجل مسنّ يهرول نحو الحديقة، وأُمّاً تركب الدرّاجة مع إبنها لإرساله للحضانة. وستكون هناك سيارة خاصة في زاوية الطريق.

ولو أردنا أن تطبيق موضوع المسابقة فلماذا لا نضع رجلاً في مركز المنظور؟ إنه يسحب حقائبه وراءه فقد عاد للتو من السفر. وهو مُتعب ومتردد فهو يريد الراحة في المطعم القريب ولكنّه يريد الإسراع إلى البيت.

أليس هذا هو موضوع المسابقة؟
لـ - لكن لا يمكن أن أرسمه. أنا لا أفتقد وطني."


آشلي انسجم في الحديث حتى أنّه نسي أن يتنفّس واترتجفت يداه شوقاً لرسم أي شيء. وإنبهرت الفتاة لحماسه الواضح.


ولكن قبل أن تقول شيئاً تذكّر أن عليه الذهاب، فودّع الفتاة وطلب منها الإعتذار لوالدها من أجله.


وبينما هو يختفي عن الأنظار قالت "أريد رؤية رسماتك يوماً ما..." فتذكرت أنه أخبرها أنّه لا يرسم، فتمتمت لنفسها "لو كنتَ رسّاماً، سأكون سعيدة."


________

كان ذلك أول لقاء لهما، آشلي لا يتذكر منه شيئاً. ولكن الفتاة فيوليت، الفائزة بالمرتبة الأولى تعتبر هذا اللقاء أحد كنوز حياتها.



عبقرية المشهد

ما أعجبني في هذا المشهد هو خيال آشلي الواسع وشرحه المفصّل لما تحويه اللوحة التي يتخيلها حول موضوع "الوطن." ذكر أفكار كثيرة وممتعة يصعب على الكثير منّا تأليف مثلها ودمجه في صورة واحدة.

المشهد منذ بدايته يعبّر عن شخصية البطل الحالمة وإندفاعه بشكل ممتاز. (أعني من الأحمق الّذي يحاول إنقاذ فتاة لم تكن في خطر؟) ومع ذلك تشعر بأنه ذكي حين تقرأ المشهد حتّى نهايته.

خلال أحداث القصة البطل يملك مقومات الرسّام والمصمم الجيد ولكنه يفتقر للخبرة اليدوية حيث أنه لم يتدرب جدّياً على الرسم خلال حياته من قبل. رؤيته يتطور حمّستني أن أطوّر نفسي في التأليف والرسم.



ما رأيكم؟
هل أعجبكم هذا المشهد؟ ما هو الجزء المفضل لديكم؟
أنا أخطط للكتابة عن المزيد من هذه المشاهد التي تمرّ عليّ في الألعاب والأنمي والروايات فما رأيكم حول ذلك؟

أتمنى رؤية آرائكم في التعليقات.

0 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ أحمد مانجا : للقصص المصورة
نسخة ahmadmanga المعدّلة من النسخة المعرّبة تعريب( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates